للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"وَكَانَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ يَهْجُو النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وُيحَرِّضُ عَلَيْهِ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَأَهْلُهَا أَخْلَاطٌ: مِنْهُمْ الْمُسْلِمُونَ، وَالْمُشْرِكُونَ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ، وَالْيَهُودَ، وَكَانُوا يُؤْذُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ، فَأَمَرَ (١) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم -

===

تيب عليهم، ويكون الحديث على هذا مرسلًا، ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده وهو كعب بن مالك، وقد سمع عبد الرحمن من جده كعب بن مالك، فيكون الحديث على هذا مسندًا.

قلت: ويمكن أن يقال: تقدير هذه العبارة: عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبدا الله بن كعب قال - أي عبد الله -: وكان أبي - أي كعب بن مالك - أحدَ الثلاثة الذين تيب عليهم، فعلى هذا أيضًا حديث مرسل.

وقال الحافظ في "الفتح" (٢) في "باب قتل كعب بن الأشرف": وروى أبو داود والترمذي من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أن كعب بن الأشرف كان شاعرًا، ولم يذكر فيه: "وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم"، وهو من حديث عبد الله.

(وكان كعب بن الأشرَف) اليهودي من بني قينقاع (يَهْجُو النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -) في شعره (ويُحَرِّضُ عليه) أي يُغري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كفارَ قريش) للقتال (وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حين قَدِمَ المدينة) أي مهاجرًا (وأهلُها) أي أهل المدينة وساكنوها (أخلاط) جملة حالية خبرٌ لكان، والمعنى أنواع مختلفة.

(منهم المسلمون، والمشركون يعبدون الأوثان، واليهود، وكانوا) أي اليهود (يُؤْذُون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه) في أشعارهم (فَأَمَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -


(١) في نسخة: "وكان الله يأمر نبيه بالصبر".
(٢) "فتح الباري" (٧/ ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>