للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ للَّهِ وَلرَسُولِهِ" (١). [خ ٣١٦٧، م ١٧٦٥، حم ٢/ ٤٥١]

===

فعداه بالباء، أو وجد من الوجدان والباء سببية، أي فمن وجد بماله شيئًا من المحبة. وقال الكرماني: الباء ها هنا للمقابلة، فجعل وجد بمعنى الوجدان.

قال القاري (٢): "فمن وجد منكم بماله"، أي من ماله، فالباء بمعنى "من كقوله تعالى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ} (٣)، "شيئًا" أي مما لا يتيسر له نقله كالعقار والأشجار، وقيل: الباء بمعنى "في"، وقيل: الباء للبدلية كما في قوله: بعت هذا بهذا، والمعنى من صادف عوض ماله الذي لا يمكنه حمله.

(فليبعه، وإلَّا) أي وإن لم تجدوا شيئًا (فاعلموا أنما الأرض لله ولرسوله).

واستشكل هذا الحديث بأن فيه أبو هريرة شامل في هذه القصة، وأبو هريرة أسلم بعد خيبر، وإجلاء بني قينقاع وقريظة والنضير قبل مجيء أبي هريرة، قال الحافظ (٤): والظاهر أنهم بقايا من اليهود تأخّروا بالمدينة بعد إجلاء بني قينقاع وقريظة والنضير والفراغ من أمرهم؛ لأنه كان قبل إسلام أبي هريرة، وإنما جاء أبو هريرة بعد فتح خيبر، وقد أقرّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يهودَ خيبرَ على أن يعملوا في الأرض، واستمروا إلى أن أجلاهم عمر - رضي الله عنه -.

ويحتمل- والله أعلم - أن يكون النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعد أن فتح ما بقي من خيبر هَمَّ بإجلاء من بقي ممن صالح من اليهود، ثم سألوه أن يبقيهم ليعملوا في الأرض فبقاهم، أو كان قد بقي بالمدينة من اليهود المذكورين طائفة استمروا فيها معتمدين على الرضاء بإبقائهم للعمل في أرض خيبر، ثم منعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من سكنى المدينة أصلًا، والله أعلم.


(١) في نسخة: "ورسوله".
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٧/ ٦٤٨).
(٣) سورة الإنسان: الآية ٦.
(٤) "فتح الباري" (٦/ ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>