للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَصَّ خَبَرَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ غَدَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بالْكَتَائِبِ فَحَصَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّكُمْ وَاللَّهِ لَا تَأْمَنُونَ عِنْدِي إَّلا بِعَهْدٍ تُعَاهِدُونِّي (١) عَلَيْهِ"، فَأَبَوْا أَنْ يُعْطُوهُ عَهْدًا، فَقَاتَلَهُمْ

===

(فَقَصَّ) أي الراوي، ولعله الزهري (خَبَرَهم) أي قصة اليهود مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما أخرجه السيوطي (٢) في هذا الحديث في هذا الموضع بلفظ: "فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين من أصحابه، وخرج إليه ثلاثون حبرًا من اليهود، حتى إذا برزوا في براز من الأرض، قال بعض اليهود لبعض: كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلًا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله، فأرسلوا: كيف نفهم ونحن ستون رجلًا، اخرج في ثلاثة من أصحابك، ونخرج إليك في ثلاثة من علمائنا فيسمعوا منك، فإن آمنوا بك آمنّا كلنا وصدقناك، فخرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة من أصحابه، وخرج ثلاثة من اليهود، واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى أخيها، وهو رجل مسلم من الأنصار، فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَقْبَلَ أخوها سريعًا حتى أَدْرَكَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فسارَّه بخبرهم قبل أن يصل إليهم، فرجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان الغد غدا إليهم" (٣)، الحديث.

وهذه هي القصة التي حذفها الراوي، وغفل صاحب "العون" (٤) فقال: أي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس بخبرهم.

(فلما كان الغد غدا عليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتائب) جمع كتيبة، وهي الجيوش المجتمعة (فَحَصَرَهم، فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لهم) أي ليهود: (إنَّكم والله لا تأمنون) أي لا تكونون أمناء عندي، أو لا نكون منكم في أمن (عندي إلَّا بعهدٍ تعاهدونّي عليه، فأبوا أن يُعْطُوه عهدًا، فقاتلهم) أي قاتل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) في نسخة: "تعاهدونني".
(٢) "الدر المنثور" (٨/ ٩٣).
(٣) وفي "الدر المنثور": "غدا عليهم".
(٤) "عون المعبود" (٨/ ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>