للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَآخُذُكَ بِالَّذِى عَلَيْكَ, فَأَرُدُّكَ (١) تَرْعَى الْغَنَمَ, كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِكَ, فَأَخَذَ فِى نَفْسِى مَا يَأْخُذُ فِى أَنْفُسِ النَّاسِ, حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى أَهْلِهِ, فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ, فَأَذِنَ لِى, قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, بِأَبِى أَنْتَ, وَأُمِّى إِنَّ الْمُشْرِكَ الَّذِى كُنْتُ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ قَالَ لِى كَذَا وَكَذَا, وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِى عَنِّي, وَلَا عِنْدِي, وَهُوَ فَاضِحِي, فَأْذَنْ لِي أَنْ آبِقَ (٢) إِلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ الأَحْيَاءِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُوا حَتَّى يَرْزُقَ اللَّهُ رَسُولَهُ -صلى الله عليه وسلم- مَا يَقْضِى عَنِّي.

فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا أَتَيْتُ مَنْزِلِى فَجَعَلْتُ

===

ولم تؤدِّ ما عليك (فآخذك بالذي عليك) (٣) من المال (فأردّك) أي عبدًا (تَرْعَى الغَنَمَ كما كنتَ قَبْلَ ذلك).

(فَأَخَذَ في نفسي) من الهمِّ (ما يأخذ في أنفسِ الناس، حتى إذا صليتُ العَتَمَةَ) أي العشاء (رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله، فأستأذنت عليه، فأذِنَ لي، قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي) أي أنت مفدّى بهما (إن المشرك الذي كنتُ أَتَدَيَّنُ) أي أستدين وأستقرض (منه قال لي كذا وكذا وليس عندك ما تَقْضِي عني، ولا عندي) ما أقضي به (وهو فاضِحِي، فَأْذَنْ لي أن آبِقَ إلى بعض هؤلاء الأحياء) جمع حي وهي القبيلة (الذين قد أَسْلَموا، حتى يرزق الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يقضي عني) من الدَّين.

(فخرجت) أي من بيتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (حتى إذا أتيتُ منزلي، فجعلتُ


(١) في نسخة: "وأردك".
(٢) في نسخة: "فآبق".
(٣) زاد في "الكنز": فإني لم أعطك الذي أعطيتُك من كرامتك، ولا كرامة صاحبك علي، ولكن أعطيتك لأتخذك لي عبدًا فأردُّك ... إلخ. "كنز العمال" (١٨٦١٥). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>