للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِمَعْنَى إِسْنَادِ أَبِي تَوْبَةَ وَحَدِيثِهِ، قَالَ عِنْدَ قَوْلِهِ: "مَا يَقْضِي عَنِّي": فَسَكَتَ عَنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاغْتَمَزْتُهَا" [انظر سابقه]

٣٠٥٧ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا أَبُو دَاوُدَ، نَا عِمْرَانُ، عن قَتَادَةَ، عن يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عن عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: أَهْدَيْتُ للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ناقَةً، فَقَالَ: "أَسْلَمْتَ؟ "، قُلْتُ (١): لَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي نُهِيتُ عن زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ". [ت ١٥٧٧، ق ٩/ ٢١٦، طب ١٧/ ٩٩٩]

===

بمعنى إسناد أبي توبة وحديثه، قال عند قوله: "ما يقضي عني": فَسَكَتَ عني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاغتمزتُها) أي ما ارتضيت تلك الحالة وأنكرتها.

٣٠٥٧ - (حدثنا هارون بن عبد الله، نا أبو داود، نا عمران، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار قال: أهديتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقةً، فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أسلمتَ؟ ) بتقدير حرف الاستفهام (قلت: لا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني نُهِيتُ عن زَبْدِ (٢) المشركين) الزبد: بفتح الزاي وسكون الموحدة بعدها دال: العطاء والرفد.

قال في الحاشية: قال "الخطابي" (٣): يشبه أن يكون هذا الحديث منسوخًا, لأنه عليه الصلاة والسلام قَبِلَ هدية غير واحد من المشركين، أهدى المقوقس مارية والبغلة، وأهدى له أكيدر دومة، فقبل منهما، وقيل: إنما رد هديته ليغيظه بردها فيحمله ذلك على الإِسلام، وقيل: ردها, لأن للهدية موضعًا من القلب، وروي: "تهادوا تحابوا"، ولا يجوز عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يميل بقلبه إلى مشرك، فردها قطعًا لسبب الميل، وليس ذلك لقبول هدية مقوقس وأكيدر


(١) في نسخة: "فقلت".
(٢) ذكر العيني (٩/ ٤٣٦) له وجوهًا، وقال في "شرح السير" (٤/ ١٢٣٧): قال ذلك لما ظهر منهم مجاوزة الحد في طلب العوض، انتهى. (ش).
(٣) انظر: "معالم السنن" (٣/ ٤١)، و"عمدة القاري" (٩/ ٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>