للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صُهَيْبٍ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَدْعُوَنَّ أَحَدُكُم بالْمَوْتِ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لي، وَتَوَفَّني إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لي". [خ ٦٣٥١، م ٢٦٨٠، ت ٩٧١، ن ١٨٢٠، جه ٤٢٦٥، حم ٣/ ١٠١]

٣١٠٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا أَبُو دَاوُدَ (١)، نَا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ

===

صهيب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يدعوَنّ أحدكم بالموت لِضُرّ) (٢) بضم المعجمة، أي لمرض، أو فاقة، أو محنة من عدو، أو نحو ذلك من مشاق الدنيا (نزل به)، وأما إذا خاف ضررًا في دينه فلا كراهية فيه لمفهوم هذا الحديث، وقد فعل هذا كثيرون من السلف (٣) عند خوف الفتنة في أديانهم، وإنما نهى عن الدعاء بالموت لأنه يدل على الجزع في البلاء وعدم الرضاء بالقضاء.

(ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة) أي مدة بقائها (خيرًا لي) أي من الموت، وهو أن تكون الطاعة غالبة على المعصية، والأزمنة خالية عن الفتنة والمحنة (وتوفني) أي أمتني (إذا كانت الوفاة خيرًا لي) أي من الحياة بأن يكون الأمر عكس ما تقدم.

٣١٠٩ - (حدثنا محمد بن بشار، نا أبو داود، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يتمنين أحدكم


(١) زاد في نسخة: "يعني الطيالسيّ".
(٢) فلا يرد عليه من تمناه للقاء الحبيب المحبب كقوله عليه الصلاة والسلام: "اللَّهمَّ ألحقني بالرفيق الأعلى"، [أخرجه البخاري برقم (٤٤٤٠)]، ومثله ما حكى النووي في "تهذيبه" (١/ ٢/ ١٠٠) من تمني معاذ بن جبل، وقوله: "مرحبًا بالموت"، وكذا من تمناه، كما في "الأوجز" (٤/ ٦٠٩) - (ش).
(٣) وحكاه الحافظ (١٠/ ١٢٨) عن عمر وعبس الغفاري وعمر بن عبد العزيز - رضي الله عنهم- وغيرهم، واستنبط أن التمني للفتن في الدين محمود.

<<  <  ج: ص:  >  >>