للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، اكْشِفِي لي عَنْ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَاحِبَيْهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، فَكَشَفَتْ لِي (١) عَنْ ثَلَاثَةِ قُبُورٍ لَا مُشْرِفَةٍ وَلَا وَاطِئَةٍ، مَبْطُوحَةٍ بِبَطْحَاءِ الْعَرْصَةِ الْحَمْرَاءِ.

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: يُقَالُ (٢):

===

فقلت: يا أُمَّه! اكشفي لي عن قبر (٣) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه) - رضي الله عنهما- (فكشفت لي عن ثلاثة قبورٍ لا مشرفةٍ) أي مرتفعة (ولا لاطئةٍ) أي لاصقة (٤) بالارص (مبطوحة) أي مفروشة (ببطحاء العرصة) أي برمل بطحاء العرصة، والعرصة هي موضع.

قال الطيبي (٥): العرصة جمعها عرصات، وهي كل موضع واسع لا بناء فيه، والبطحاء مسيل واسِع فيه دقاق الحصى، والمراد بها ها هنا الحصاء لإضافتها إلى العرصة. (الحمراءِ) صفة لبطحاء أو العرصة، معناه ألقي فيها، وفرش عليها وحواليها برملها.

(قال أبو علي) اللؤلؤي تلميذ المصنف: (يقال) في كيفية القبور:


(١) في نسخة بدله: "له".
(٢) في نسخة بدله: "يقال قبر النبي".
(٣) قلت: وهل يمكن الاستدلال بذلك على أفضلية الأرض من السماء، إذ اختاره الله تعالى لحبيبه، والمسألة مختلفة، وفي "الشرح الكبير" للمالكية (٢/ ١٧٣): الأكثر على أن السماء أفضل. وقال القاري في "شرح المناسك" صرَّح التاج الفاكهي بتفضيل الأرض على السماء لحلوله - صلى الله عليه وسلم - بها، وحكاه بعضهم عن الأكثرين لخلق الأنبياء منها ودفنهم فيها، وقال النووي: الجمهور على تفضيل السماء على الأرض، فينبغي أن يستثنى منها مواضع ضم أعضاء الأنبياء، ورجَّح فضل السماء ابن حجر في "الفتاوى الحديثية" (ص ٢٤٨)، وبسط الكلام أيضًا في "هامش اللامع" (٧/ ٣٣٧، ٣٣٨) من كتاب بدء الخلق، انتهى. (ش).
(٤) ورد في بعض طرقه: "مسطحة"، قال الحافظ في "الدراية" (١/ ٢٤٢): يعارضه ما روي بطرق أنها كانت مسنمة، ثم ذكر الطرق ثم قال: وجمع بينهما الحاكم بأنها كانت أولًا كذلك، ثم سنمت لما سقط الجدار. (ش).
(٥) "شرح الطيبي على المشكاة" (٣/ ٣٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>