للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَعْدَ سِتَةِ أَشْهُرٍ فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلا شُعَيْرَاتٍ كُنَ في لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ". [ق ٤/ ٥٨]

===

بعد ستة أشهر، فما أنكرت منه) أي من أبي (شيئًا) أي ما وجدت من جسد أبي شيئًا منكرًا متغيرًا (إلَّا شعيرات كن في لحيته مما يلي الأرض) أي تغيرت تلك الشعيرات بسبب لصوقها بالأرض.

قال الحافظ (١): وهذا يخالف في الظاهر ما وقع في "الموطأ" عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين كانا قد حفر السيلُ قبرَهما، وكانا في قبر واحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما، فَوُجِدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس، وكان بين أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة، وقد جمع بينهما ابن عبد البر بتعدد القصة، وفيه نظر, لأن الذي في حديث جابر أنه دفن أباه في قبر واحد بعد ستة أشهر، وفي حديث "الموطأ" أنهما وجدا في قبر واحد بعد ستة وأربعين سنة، فإما أن المراد بكونهما في قبر واحد قربُ المجاورة، أو أن السيل خرق أحد القبرين فصارا كقبر واحد، انتهى.

قال العيني (٢): قلت: فيه ما لا يخفى، والأوجه (٣) أن يقال: المنقول عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة بلاغ، فلا يقاوم المروي عن جابر - رضي الله تعالى عنه -.


(١) "فتح الباري" (٣/ ٢١٦).
(٢) "عمدة القاري" (٦/ ٢٢٩).
(٣) والأوجه عندي كما في "وفاء الوفا": أن حفر قبر والد جابر وقع ثلاث مرات، الأول: بعد ستة أشهر؛ لأنه لم تطب نفسه. والثاني: حين إجراء معاوية العين بعد أربعين سنة من أُحدٍ في السنة الثانية من خلافة معاوية.
والثالث: حين حفر السيل بعد ستة وأربعين سنة، كما في "الموطأ". "الأوجز" (٩/ ٤٩٠). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>