(٢) واختلف في أهل الفترة، فقالت الأشعرية: من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا، وقالت الماتريدية: إن مات قبل مضي مدة يمكنه فيها التأمل، ولم يعتقد إيمانًا ولا كفرًا، فلا عقاب عليه، بخلاف ما إذا اعتقد كفرًا، أو مات بعد المدة غير معتقد شيئًا، كذا في "الشامي" (٤/ ٣٤٧)، وذكر صاحب "اليواقيت والجواهر" (٢/ ٥١): أهل الفترة أنواعًا كثيرة، وحكى صاحب "فيض الباري" (١/ ١٠٢) عن الشيخ الأكبر: أن أهل الفترة يخرجهم الله تعالى من جهنم بنفسه بعد شفاعة الأنبياء وغيرهم. (ش). (٣) وفي "وشي الديباج" (ص ١٣٠): صنفت سبعة رسائل في ذلك، وتكلم على حديث الباب بأنه لم يوجد في بعض نسخ مسلم، ولو صحَّ فهو منسوخ، وتكلَّم على المسألة في مبدأ ترجمة "سرور المحزون". وقال: مذهب القدماء الكفر والمتأخرين إسلامهما، والأحوط التوقف، وبسط في الدلائل، وأجمل الكلام عليه في "تاريخ الخميس" (١/ ٣٣٠)، وبسط عليه "الشامي" (٤/ ٣٤٧) بأشد البسط، ومن رسائل السيوطي: "مسالك الحنفاء في والدي المصطفى". (ش).