للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ". [تقدم برقم ٣٩١]

===

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أفلح وأبيه إن صدق، دخل الجنة وأبيه إن صدق).

قال الحافظ (١): فإن قيل: ما الجامع بين هذا وبين النهي عن الحلف بالآباء؟ أجيب بأن ذلك كان قبل النهي، أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف، كما جرى على لسانهم عقرى، حلقى، وما أشبه ذلك، أو فيه إضمار اسم الرب كأنه قال: ورب أبيه، وقيل: هو خاص ويحتاج إلى دليل.

وحكى السهيلي عن بعض مشايخه أنه قال: هو تصحيف، وإنما كان: والله، فقصرت اللامان، واستنكر القرطبي هذا، وقال: إنه يجزم الثقة بالروايات الصحيحة، وغفل القرافي فادعى أن الرواية بلفظ: "أبيه" لم تصح؛ لأنها ليست في "الموطأ" وكأنه لم يرتض الجواب، فعدل إلى رد الخبر، وهو صحيح لا مرية فيه، وأقوى الأجوبة الأولان، انتهى.

هذه الأحاديث الثلاثة حديث أحمد بن حنبل، وحديث محمد بن العلاء، وحديث سليمان بن داود العتكي، كلها ليست في النسخة المصرية والنسختين المكتوبتين الأحمدية وإحدى المدنيتين، لكن فيهما على الحاشية موجودة، وكُتِبَ عليها هذه العبارة: عزا في "الأطراف" حديث أحمد بن حنبل إلى أبي داود ثم قال (٢): هو في رواية أبي الحسن بن العبد، ولم يذكره أبو القاسم، وعزا حديث سليمان بن داود (٣) إليه، ولم ينبه على أنه من رواية أحد، وأما حديث محمد بن العلاء (٤)، انتهى.


(١) "فتح الباري" (١/ ١٠٧).
(٢) انظر: "تحفة الأشراف" رقم (١٠٥١٨).
(٣) راجع المصدر السابق ح (٥٠٠٩).
(٤) وعزا المزي في "الأطراف" ح (٧٠٤٥) حديث محمد بن العلاء إلى ابن العبد وغيره، ثم قال: ولم يذكره أبو القاسم، قلت: وذكره المنذري في "مختصره" (٣١٢١) وما قال صاحب "العون" (٣٢٣٥): لم يذكره المنذري، فهو سهو.

<<  <  ج: ص:  >  >>