للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ، وَلَا يَقْعُدَ، وَلَا يَسْتَظِلَّ، وَلَا يَتَكَلمَ، وَيَصُومَ، قَالَ: "مُرُوهُ فَلْيَتَكَلَّمْ، وَلْيَسْتَظِلّ، وَلْيَقْعُدْ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ". [خ ٦٧٠٤، جه ٢١٣٦]

===

هذا أبو إسرائيل) الأنصاري، أو القرشي العامري، وقال أبو عمر: قيل: اسمه جسير بتحتانية ومهملة مصغرًا.

وأورده ابن السكن والباوردي في حرف القاف في "قشير"، وذكره البغوي أيضًا من طريق محمد بن كريب عن كريب، عن ابن عباس قال: نذر أبو إسرائيل قشير أن يقوم، فذكره الحديث. وأخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق جرير بن حازم، عن أيوب، عن مجاهد، عن ابن عباس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس يوم الجمعة، فنظر إلى رجل من قريش من بني عامر بن لُؤَي يقال له: أبو إسرائيل، فذكره. قال عبد الغني في "المبهمات": وليس في الصحابة من يكنى أبا إسرائيل غيره.

(نذر أن يقوم، ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مروه فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه).

قال الخطابي (١): قد تضمن نذره نوعين من طاعة ومعصية، فأمره - صلى الله عليه وسلم - بالوفاء بما كان منهما طاعة، وهو الصوم، وأن يترك ما ليس بطاعة من القيامِ في الشمس، وتركِ الكلام، وتركِ الاستظلال بالظل؛ وذلك لأن هذه الأمور مشاق تتعب البدن وتؤذيه، وليس في شيء منها قربة إلى الله تعالى، وقد وُضِعَتْ عن هذه الأمة الآصار والأغلال التي كانت على من قبلهم.

فأما المشي إلى بيت الله، فالنذر فيه لازم، [لأن ذلك من المقدور عليه، ولم يزل الناس يحجون مشاة كما يحجون ركبانًا، وقال سبحانه: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}]؛ فأما إذا تجاوز المشي والرحلة


(١) "معالم السنن" (٤/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>