للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

معقودة، وفيه الكفارة إذا حنث، قصد اليمين أو لم يقصُد، وإنما اللغو في الماضي والحال فقط.

وما ذكر محمد عن أبي حنيفة - رحمه الله - أن اللغو ما يجري بين الناس من قولهم: لا والله، بلى والله، فذاك محمول عندنا على الماضي أو الحال، وعنده ذلك لغو فيرجع.

حاصل الخلاف بيننا وبين الشافعي في يمين لا يقصدها الحالف في المستقبل، عندنا ليس بلغو، وفيها الكفارة، وعنده لغو، لا كفارة فيها.

وقال بعضهم: يمين اللغو: هي اليمين على المعاصي، نحو أن يقول: والله لا أصلي، أو لا أصوم.

وجه قول الشافعي: ما روي عن عائشة - رضي الله عنها - موقوفًا: أنها سئلت عن يمين اللغو فقالت: هي أن يقول الرجل في كلامه: لا والله، بلى والله. ومرفوعًا: عن عطاء أنه سئل عن يمين اللغو، فقال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هو كلام الرجل في بيته (١). فثبت موقوفًا ومرفوعًا أن تفسير يمين اللغو ما قلنا من غير فصل بين الماضي والمستقبل، فكان لغوًا على كل حال إذا لم يقصده الحالف.

ولنا قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} (٢)، قابل يمين اللغو باليمين المعقودة، وفرق بينهما بالمؤاخذة ونفيها، فيجب أن تكون يمين اللغو غير اليمين المعقودة تحقيقًا للمقابلة، واليمين في المستقبل يمين معقودة سواء وجد القصد أو لا, ولأن اللغو في اللغة اسم للشيء الذي لا حقيقة له، قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} (٣)، أي باطلًا،


(١) أي كلام الرجل في بيته: لا والله، وبلى والله.
(٢) سورة المائدة: الآية ٨٩.
(٣) سورة الواقعة: الآية ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>