للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّهُ قَامَ إِلَى النَّبىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ: جِيرَانِي بمَا أُخِذُوا! فَأَعْرَضَ عَنْهُ، مَرَّتَيْنِ، ثمَّ ذَكَرَ شَيْئًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ"- لَمْ يَذْكُرْ مُؤَمَّلٌ: وَهُوَ يَخْطُبُ. [حم ٥/ ٤]

===

إنه) أي معاوية، فالفرق بين لفظ ابن قدامة ومؤمل: أن ابن قدامة يروي عن معاوية، أنه ذكر أخاه أو عمه، بأن أحدهما قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما مؤمل ففي حديثه: أن معاوية قال: إنه أي معاوية بنفسه (قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، فقال) أي معاوية- وهذا على رواية مؤمل-، أو أخوه أو عمه- وهذا على رواية ابن قدامة-: (جيراني بما أخذوا، فأعرض) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (عنه مرتين، ثم ذكر شيئًا) أي معاوية، أو أخوه، أو عمه شيئًا، وهو مذكور في رواية أحمد في "مسنده".

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خلوا له) أي لمعاوية (عن جيرانه) اتركوا جيرانه، وأخرجوهم من الحبس، (لم يذكر مؤمل: وهو يخطب).

وقد أخرج الإِمام أحمد (١) من طريق إسماعيل بن علية، عن بهز بن حكيم، ومن طريق معمر، عن بهز. ولفظ حديث إسماعيل: "أن أباه أو عمه قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: جيراني بم أُخذوا؟ فأعرض عنه، ثم قال: أخبرني بِمَ أُخذوا؟ فأعرَض عنه، فقال: لئن قلت ذلك، إنهم ليزعُمون أنك تَنهَى عن الغَيِّ، وتَسْتَخْلي به! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما قال؟ فقام أخوه أو ابنُ أخيه، فقال: يا رسول الله! إنه قال، فقال: لقد قُلتُموها- أو قائلكم-؟ ولئن كنت أفعل ذلك، وإنه لعليَّ، وما هو عليكم، خَلُّوا له عن جيرانه".

ثم أخرج ثانيًا (٢) من طريق إسماعيل، أنا بهز بن حكيم، ولفظه: "أن أخاه أو عمه قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: جِيرانِي بم أُخذوا؟ فأعرض عنه، ثم قال:


(١) "مسند أحمد" (٥/ ٢).
(٢) "مسند أحمد" (٥/ ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>