للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا مُعَاذٌ (١)، نَا أَبِي، عن قتَادَةَ، عن أَبِي حَسَّانَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُنَا عن بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يُصْبِحَ (٢)، مَا يَقُومُ (٣) إِلَّا إِلَى عُظْمِ صَلَاةٍ" (٤). [حم ٤/ ٤٣٧، خزيمة ١٣٤٢]

===

بني إسرائيل في أول الإِسلام، ثم لما استقر أمرُ الشرع، وتثبت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرواية, وعلموا أن بني إسرائيل قد حَرَّفُوا كتابَهم، وخلطوا في دينهم ما ليس منه، رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التحديث عنهم؛ لأن في تحديثهم ما كان موافقًا لشريعة الإِسلام يُقبَل، وما لا فلا يُقبَل، فلا حرج في التحديث عنهم.

قال الخطابي (٥): ليس معناه: إباحة الكذب في أخبار بني إسرائيل، ورفع الحرج عمن نُقِل عنهم الكذبُ، ولكن معناه: الرخصةُ في الحديث عنهم على معنى البلاغ، وإن لم يتحقق صحةُ ذلك بنقل الإسناد؛ وذلك لأنه أمر قد يتعذر في أخبارهم لبُعْدِ المسافةِ وطولِ المدة ووقوع الفَتْرَة بين زماني النبوة.

٣٦٦٣ - (حدثنا محمد بن المثنى، نا معاذ، نا أبي، عن قتادة، عن أبي حسان، عن عبد الله بن عمرو قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يُصبحَ، ما يقومُ إلَّا إلى عُظْمِ صلاة).

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه - رحمه الله -: قولَه: "يحدثنا عن بني إسرائيل" إن كان جلوسه قبل التهجد، فالمراد بعظم الصلاة


(١) في نسخة: "ثني".
(٢) في نسخة: "نصبح".
(٣) في نسخة: "نقوم".
(٤) في نسخة: "صلاته".
(٥) "معالم السنن" (٤/ ١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>