للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاللَّهِ يَمِينٌ أُخْرَى مَا كَذَبَنِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزَّ وَالْحَرِيرَ"، وَذَكَرَ كَلَامًا

===

وهذا الحديث ذكره البخاري وغيره من طريق عبد الرحمن بن غنم عنه، فوقع في رواية "البخاري" (١): حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري بالشك، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٢) من الوجه الذي أخرجه منه البخاري، فقال: حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري، فإن كان محفوظًا فأبو عامر هذا غير عم أبي موسى، وكأنه والد عامر الذي روى عنه ابنه عامر حديث: "نعم الحي الأشعريون"، كذا في "الإصابة" (٣).

(والله يمين أخرى) وليس هذا اللفظ في نسخة ابن رسلان، وفيه: "والله" فقط، وفيه دليل على جواز الحلف من غير تحليف إذا أريد به التوكيد والمبالغة في كمال الصدق (ما كذبني، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ليكونَنَّ من أمتي أقوام يستحلُّون الخز).

قال في "فتح الودود": هو بالمعجمتين وهو الصحيح رواية في هذا الكتاب، وضبطه ابن رسلان بكسر الحاء وسكون الراء المهملتين، وأصله حرح وهو الفرج، فحذف إحدى الحائين، وجمعه أحراح كفرج وأفراج، ومنهم من شدد الراء، وليس بجيد، يريد أنه يكثر فيهم الزنا في الفرج، قاله المنذري، ذكر بعضهم أنه بالخاء والزاي المعجمة وهو ضرب من ثياب الأبريسم، انتهى.

(والحرير، وذكر كلامًا) زاد البخاري: "والخمر والمعازف" بالمهملة والزاي، يعني أصوات الملاهي، وذكر بعد هذا كلامًا ذكره البخاري فقال: "ولينزلن أقوام إلى جنب عَلَمٍ يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله، ويضع العَلَمَ".


(١) "صحيح البخاري" (٥٥٩٠).
(٢) "صحيح ابن حبان" (٦٧٥٤).
(٣) "الإصابة" (٤/ ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>