للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَبَاطِيَّ، فَأَعْطَانِي مِنْهَا قُبْطِيَّةً، فَقَالَ: "اصْدَعْهَا صِدْعَيْنِ، فَاقْطَعْ أَحَدَهُمَا قَمِيصًا، وَأعْطِ الآخَرَ امْرَأَتَكَ تَخْتَمِرْ بِهِ". فَلَمَّا أَدْبَرَ، قَالَ: "وَأْمُرِ امْرَأَتَكَ أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهُ ثَوْبًا لَا يَصِفُهَا".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوبَ، فَقَالَ: عَباسُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ.

===

أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبَاطي) بفتح القاف وكسر الطاء وتشديد الياء، جمع قبطية بضم القاف، وقد تكسر، وسكون الباء، منسوبة إلى القبط بكسر القاف، وهم أهل مصر، والضم في القبطية من تغيرات النسب على غير قياس، وإنما هي في نسبة الثياب، وأما في الآدميين فمكسورة على القياس.

قال ابن رسلان: وهي ثياب بيض رقاق من كتَّان، يُتَّخذ بمصر منسوبة إلى القبط، وضم القاف في المفرد من تغير النسب، فإن الثياب بضم القاف، وأما في النسب فيقال: قِبْطي بكسر القاف.

(فأعطاني منها قُبطية) بضم القاف (فقال: اصدعها) أي: شُقَّها (صدعين) أي: شقتين (فاقطع أحدهما) أي: أحد النصفين (قميصًا) أي: اجعله قميصًا لنفسك (وأعط) النصف (الآخر امرأتك تختمر به) أي: تجعله خمارًا على رأسها (فلما أدبر) دحية (قال) له: (وأمر امرأتك أن تجعل تحته) أي: الخمار (ثوبًا) يستر شعر رأسها (لا يصفها) أي: لا يظهر منها شعر رأسها.

(قال أبو داود: رواه يحيى بن أيوب، فقال: عباس بن عبيد الله بن عباس) حاصل هذا الكلام أن هذا الحديث كما رواه ابن لهيعة، عن موسى بن جبير، كذلك رواه يحيى بن أيوب الغافقي المصري، ولكن خالف في تسميته شيخ موسى بن جبير، فإن ابن لهيعة سماه عبيد الله بن عباس وأخطأ فيه، والصواب ما سماه يحيى بن أيوب على القلب عباس بن عبيد الله (١).


(١) رواية يحيى بن أيوب أخرجها الحاكم (٤/ ١٨٧)، والبيهقي (٢/ ٢٣٤)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (١/ ٥١٩). وانظر: "تهذيب الكمال" للمزي، رقم الترجمة (٤٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>