للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِالْوَصِيفِ؟ - يَعْنِي الْقَبْر- قُلْتُ: اللَّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَوْ قَالَ مَا خَارَ اللَّه لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ أَوْ قَالَ: "تَصَبَّر ثُمَّ قَالَ لي: "يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ إذْ (١) رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزَّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بِالدَّمِ؟ " قُلْتُ: مَا خَارَ اللَّه لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ"

===

أي في زمان الموت (بالوصيف؟ ) أي الخادم (يعني) بالبيت (القَبر) قيل: محل القبر، وقيل: أجرة حفره (قلت: الله ورسوله أعلم، أو قال: ما خار) أي اختار (الله لي ورسوله).

قال الخطابي (٢): البيت ها هنا القبرُ، والوصيف الخادمُ، يريد أن الناس يشغلون عن دفن موتاهم، حتى لا يوجَدَ من يحفر قبر الميت ويدفنه إلَّا أن يعطي فيه وصيفًا، أو قيمته، وقد يكون معناه أن مواضع القبور تضيق عنهم، فيبتاعون لموتاهم القبورَ كلِّ قبر بوصيف.

وقيل (٣): إن البيوت تصير رخيصة بكثرةِ الموت، وقلةِ من يسكنها؛ فيباع بيت بعبد، وقيل: إنه لا يبقى في البيت إلَّا عبد يقوم بمصالح أهل ذلك البيت.

(قال: عليك بالصبر، أو قال: تَصَبَّر، ثم قال لي: يا أبا ذر! قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذ رأيت أحجار الزيت) موضع (٤) بالمدينة (قد غرقت بالدم؟ ) أي أحيطت بالدم (قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنت منه) قال القاضي: أي ارجع إلى من أنت جئت منه، وخرجت من عنده، يعني أهلك وعشيرتك، والظاهر أن يقال: ارجع إلى إمامك ومن بايعته.


(١) في نسخة: "إذا".
(٢)) معالم السنن" (٤/ ٣٤٢).
(٣) انظر: "عون المعبود" (١١/ ٢٢٩).
(٤) وتقدم عن "وفاء الوفاء" أن هذا الموضع غير الموضع الذي وقع في حديث الاستسقاء، ذكرهما في "وفاء الوفاء" (٤/ ١١٥). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>