للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى النَّاسِ ضُحًى، فَأَيّتهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا". [م ٢٩٤١، جه ٤٠٦٩، حم ٢/ ١٦٤]

قَالَ عَبْدُ اللهِ - وَكَانَ يَقْرأُ الْكُتُبَ -: وَأَظُنُّ أَوَّلَهُمَا خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.

===

(على الناس ضحى) أي وقت الضحى، (فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها) أي قريبًا منها (قال عبد الله) بن عمرو (وكان يقرأ الكتب) جملة معترضة، قائلها أبو زرعة، يعني كان عبد الله يقراْ الكتب، أي التوراة والإنجيل (وأظن) مقولة القول (أولهما خروجًا طلوع الشمس من مغربها).

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": إن ما قال مروان "أوَّلُ العلامات الدجالُ" أراد بالعلامات علاماتها الكبرى مطلقًا، سواء كانت بعدها للإسلام شوكة أو لم تكن، وظاهر أن الدجال أوَّلها, ولكن عبد الله لم يجعل التي بعدها رونق الإِسلام وبهجة لأهله في عداد العلامات؛ إذ الساعة في الحقيقة انعدام الإِسلام وذوِيه، وليس بعد الدجال ذلك، بل الإِسلام بعده أحسن ما يكون، فلذلك قال عبد الله: لم يأت مروان بشيء يُعْتَدُّ به ومقالةٍ يُعتَمَدُ عليها، بل الذي استحق أن يطلق عليه اسم الأمارة ما ليس بعده وسعة لقبول الكلمة، وهو أحد المذكورين من الدابة وطلوع الشمس.

ونقل في الحاشية "عن فتح الودود": قوله: "لم يقل شيئًا" يريد أن ما قاله باطل لا أصل له، لكن نقل البيهقي عن الحليمي أن أول الآيات ظهورًا الدجال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم خروجُ الدابة وطلوعُ الشمس من مغربها؛ وذلك لأن الكفار يسلمون في زمان عيسى، حتى تكون الدعوة واحدة؛ فلو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل خروج الدجال ونزولِ عيسى لم ينفع الكفارَ إيمانُهم أيام عيسى، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدًا، ولذلك أوَّل بعضهم هذا الحديثَ بأن الآيات إما أمارات دالة على قرب قيام الساعة، أو على وجودها، ومن الأول الدجال ونحوه، ومن الثاني طلوع

<<  <  ج: ص:  >  >>