للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَتَنْهَوُنَّ (١) عن الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَي (٢) الظَّالِمِ، وَلَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، وَلَتَقْصُرُنَّهُ (٣) عَلَى الْحًقِّ قَصْرًا". [ت ٣٠٤٨، جه ٤٠٠٦]

٤٣٣٧ - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ،

===

ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن علي يدي الظالم، ولتأطِرُنَّه) أي لتصرفنه من ظلمه (على الحق أطرًا، ولتقصرنه) أي لتحبسنه (على الحق قصرًا) أي حبسًا، وعديله يأتي في الحديث الآتي، أي لا بد لكم من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر حتّى تفعلوا ذلك.

قال القاري (٤): ثمّ اعلم أنه إذا كان المنكر حرامًا وجب الزجر عنه، وإذا كان مكروهًا ندب، والأمر بالمعروف أيضًا تبع لما يؤمر به، فإن وجب فواجب، وإن ندب فمندوب ... ، وشرطهما أن لا يؤدِّي إلى الفتنة، وأن يظن قبوله، فإن ظن أنه لا يقبل فيستحسن إظهارًا لشعار الإسلام، ولفظ "من" في: "من رأى منكم منكرًا " لعمومه شمل كلّ أحد رجلًا أو امرأة، عبدًا أو فاسقًا، أو صبيًا مميزًا، وإن كان يستقبح ذلك من الفاسق، قال الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} (٥)، وقال -عَزَّ وَجَلَّ-: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (٦) وأنشد:

وغيرُ تقيٍّ يأمر الناسَ بالتقى ... طبيب يداوي الناسَ وهو مريض

٤٣٣٧ - (حدّثنا خلف بْن هشام، نا أبو شهاب الحفاظ) عبد ربه بْن نافع،


(١) في نسخة: "لتناهون".
(٢) في نسخة: "يد".
(٣) في نسخة: "لتقسرنه على الحق قسرًا".
(٤) "مرقاة المفاتيح" (٨/ ٨٦٢).
(٥) سورة البقرة: الآية ٤٤.
(٦) سورة الصف: الآية ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>