للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْكَلَاعِيِّينَ سُرِقَ لَهُمْ مَتَاعٌ، فَاتَّهَمُوا أُنَاسًا مِنَ الْحَاكَةِ، فَأَتَوا النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ - صلّى الله عليه وسلم -، فَحَبَسَهُمْ أَيَّامًا ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَتَوُا النُّعْمَانَ فَقَالوا: خَلَّيْتَ (١) سَبِيلَهُمْ بِغَيْرِ ضَرْبٍ وَلَا امْتِحَانِ.

فَقَالَ النُّعْمَانُ (٢): مَا شِئْتُمْ، إنْ شِئْتُمْ أنْ أَضْرِبَهُمْ، فَإنْ خَرَجَ مَتَاعُكُمْ فَذَاكَ (٣)، وَإلَّا أَخَذْتُ مِنْ ظُهُورِكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ مِنْ ظُهُورِهِم. فَقَالُوا: هَذَا حُكْمُكَ؟ فَقَالَ: هَذَا حُكْمُ اللهِ، وَحُكْمُ رَسُولِ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم -" (٤). [ن ٤٨٧٤]

===

من هو؟ ثمّ ذكر أزهر بن عبد الله قال: كنت في الخيل الذين سبوا أنسَ بنَ مالك، وأخرج ذلك بسنده من طريق عبد الله بن سالم الأشعري عنه، فجعل الواحد أربعة، وقد قال ابن أبي داود في "كتاب الضعفاء": كان يسب عليًّا، وقال أبو داود: إنِّي أبغض أزهر الحرازي، وذكر ابن الجوزي عن الأزدي قال: يتكلمون فيه، قلت: لم يتكلموا إِلَّا في مذهبه، وقد وثقه العجلي.

(أن قومًا من الكلاعبين سُرِقَ لهم متاع، فاتهموا أناسًا من الحاكة) جمع حائك، وهو من ينسج الثوب (فأتوا) أي الكلاعيون (النعمانَ بنَ بشير صاحب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -) وكان أميرًا على الكوفة (فحبسهم) أي الحاكة (أيامًا ثمّ خلى سبيلَهم، فأتوا) أي الكلاعيون (النعمانَ فقالوا) له: (خليتَ سبيلَهم) أي سبيل الحاكة (بغير ضرب ولا امتحان، فقال النعمان: ما شئتم) أي اختاروا أي شيء شئتم (إن شئتم أن أضربهم) فأضربهم (فإن خرج) بالضرب (متاعُكم فذاك) أي فمتاعكم لكم (وإلَّا) أي وإن لم يخرج من الضرب شيء (أخذتُ من ظهوركم مثلَ ما أخذت من ظهورهم) أي قصاصًا (فقالوا: هذا حكمك؟ ) أي: أهذا حكمك؟ (فقال: هذا حكم الله وحكم رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -).


(١) في نسخة: "أخليت".
(٢) في نسخة: "النعمان بن ثير".
(٣) في نسخة: "فذلك".
(٤) زاد في نسخة: "قال أبو داود: إنّما أرهبهم بهذا القول، أي: لا يجب الضرب إِلَّا بعد الاعتراف".

<<  <  ج: ص:  >  >>