للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَالْمُسْتَكثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلًا مَن السَّمَاءِ إلَى الأَرْضِ، فَأَرَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ بهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمًّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ، ثُمَّ وُصِلَ فَعَلَا بِهِ.

قَالَ (١) أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمّي لَتَدَعَنِّي فَلأَعْبُرُنَّهَا (٢)، فَقَالَ: اعْبُرْهَا.

فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ: فَظُلَّةُ الإسْلام، وَأَمَّا مَا يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ: فَهُوَ الْقُرْآنُ لِينُهُ وَحَلَاوَتُهُ، وَأَمَّا الْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ: فَهُوَ الْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ مِنْهُ. وَأَمَا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلَى الأَرْضِ: فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ تَأخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللهُ، ثُمَّ يأخذُ بِهِ

===

(فالمُستكثِرُ والمستقِلُّ) أي بعض منهم الآخذ كثيرًا، ومنهم من يأخذ قليلًا.

(وأرَى سببًا) أي حبلًا (واصلًا من السماء إلى الأرض، فأراك يا رسول الله أخذتَ به فعلوتَ به، ثم أخذ به رجلٌ آخرُ) وهو أبو بكر (فَعَلا به، ثم أخذ به رجلٌ آخر) وهو عمر (فَعَلا به، ثم أخذ به رجلٌ آخرُ) وهو عثمان (فانقطع، ثم وُصِل فَعَلا به).

(قال أبو بكر: بأبي وأمي) أي أنت مفديٌّ بأبي وأمي (لتَدَعَنِّي) أي لتأذنني (فلأعْبُرُنها، فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اُعبرْها).

(فقال: أما الظُّلَّة: فظُلَّة الإِسلام، وأما ما ينطف من السمن والعسل: فهو القرآن لِينه وحلاوتُه، وأما المُسْتَكْثِرُ والمستقِلُّ: فهو المستَكْثِر من القرآن والمستقِلُّ منه).

(وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض: فهو الحق الذي أنت عليه، تأخذ به) أي تمسكه (فيُعْليك الله، ثم يأخذُ به) أي بالحق


(١) في نسخة: "فقال".
(٢) في نسخة: "فَلَأَعْبُرُهَا".

<<  <  ج: ص:  >  >>