للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ الأَنْصَارِ يُصَلِّي عَلَيْهِ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, طُوبَى لِهَذَا, لَمْ يَعْمَلْ شَرًّا (١) وَلَمْ يَدْرِ بِهِ. فَقَالَ: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ؟ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ, وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا, وَخَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِى أَصْلَابِ آبَائِهِمْ,

===

من الأنصار) أي بجنازته (يُصلِّي عليه، قالت: قلت: يا رسول الله، طُوبى لهذا) فُعلى مِنْ طابَ يَطِيْب، قُلِّبتِ الياءُ واوًا، أي له البُشْرى بطِيب العَيْش، (لم يعملْ شرًّا ولم يَدْرِ به، فقال) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَوَ) بفتح الواو (غيرُ ذلكِ) بضم الراء وكسر الكاف، هو الصحيح المشهور من الروايات، والتقدير: أتعتقدين ما قلتِ والحق غير ذلك؟ وهو عدم الجزْم بكونه من أهل الجنة (يا عائشة؟ إن الله خلق الجنة، وخلق لها أهلًا، وخلقها) أي الجنة (لهم وهم في أَصْلابِ آبائهم) أي قبل


= والظاهر أن مستقرهم في رَوْضة في أصل شجرة، كما في رؤياه عليه السلام بلفظ: "انتَهَيْنا إلى رَوْضة خَضْراء فيها شجرةٌ عظيمةٌ، وفي أصلها شيخٌ وصِبْيان ... " الحديث، وفُسِّر الشيخُ بسيدنا إبراهيم عليه السلام، والصبيانُ بأولاد الناس، كذا في "المرقاة" (٨/ ٤١٠).
وفي "مظاهر حق": "أولاد آدميون كى" ولم يعترض لأكثر من ذلك.
قال القسطلاني (٣/ ٥٤٦): أولاد الناس عام يشمل المؤمنين وغيرهم، وفي "كتاب التعبير" ح (٧٠٤٧): "أمَّا الوِلْدان حوله فكل مولودٍ ماتَ على الفطرة، فقال بعض المسلمين: فأولاد المشركين يا رسول الله؟ قال: وأولاد المشركين"، وهذا ظاهر في إلحاقهم بأولاد المسلمين، انتهى.
وقال العيني (١٦/ ٣٢٥): يريد الذين هم في علم الله من أهل السعادة من أولاد المسلمين، انتهى.
وقال: اختُص إبراهيم عليه السلام, لأنه أبو المسلمين {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ... } الآية [الحج: ٧٨].
وفي "الفتح" (١٢/ ٤٤٥): في بعض الروايات: "فقلت: ما هؤلاء؟ قال: ذرية المؤمنين"، انتهى. وفي الدعاء على جنازة الصبي في الطحطاوي (ص ٣٨٨) على المراقي: "اللَّهمَّ اجْعَلْه في كِفالة إبراهيم عليه السلام"، انتهى. (ش).
(١) في نسخة: "سوءًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>