(٢) وفي رواية "الترمذي" (١٠٧١) عن أبي هريرة يقال له: "نَمْ كَنَوْمَةِ العَرُوس، لا يُوقِظُه إلا أحبُّ أهله إليه"، يشكل عليهما رواية ابن عمر: "يُعرض عليه الجنة بالغَدَاة والعشيَّ"، كما في "الصحيحين" (خ ١٣٧٩، م ٢٨٦٦). ظاهره أن القبر مسكنه، ويَنَام فيه، ولا يُوقظه إلى القيامة أحدٌ، كما في رواية "الترمذي"، وفي "المشكاة" رقم (١٦٢٩) برواية أبي هريرة في الرواية الطويلة: "فيأتون به أرواحُ المؤمنين، فهم أشد فرحًا به من أحدكم بغائبه"، قال القاري (٤/ ١٠٠): قوله: "أَرْواح المؤمنين" أي إلى مقرِّ أرواحهم في عِلَّيين، أو في الجنة، أو على بابها، أو تحت العرْش بمنزلته، انتهى. وقال أيضًا (٤/ ١٠٥) تحت حديث آخر: إن مَقرَّهم في علَّيِّين، ولهم تعلُّق خاصٌّ بالأجساد، ويقال: مقرُّهم في أفنية قبورهم، وقالت أم بشر لكعب وقد احْتُضِر: "أقرِئ فلانًا مني السلام"، واستدلت بحديث: "نسمة المؤمن في طير خضر في الجنة"، كما في "المشكاة"، وطُرُقه في "الأوجز" (٤/ ٦٠٠، ٦٠١)، وفي سورة "التطفيف" من "التفسير العزيزي": أن أرواحَ المؤمنين أولًا يروحون إلى عليين، وبعد تحرير الأسماء فيها يستقر المقربون هناك، وباقي المؤمنين بحسب مراتبهم في السماوات وفيما بين السماوات والأرض وبئر زمزم، ولا يمنعهم التعلُّق مع قبره كالبصر ينفذ مرة في السموات والأرض. وذكر في "الإبريز" (ص ٤٧٠) صورة تعلقه بالجنة، وفي "فتاوى مولانا عبد الحي" (ص ٤٤٨): لا يثبت ما قيل: إن الروحَ تكون أربعينيَّة في بيته، وسنة في قبره، ثم ترتقي إلى عليين، وقال أيضًا: إن أرواحهم بحسب المراتب ... إلخ. وفي "المشكاة" (١٢٧): "يُعرض عليه مقعده بالغَداة والعشي". (ش).