للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ, فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ, فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ». [تقدَّم برقم ٣٢٣١]

٤٧٥٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ, بِمِثْلِ هَذَا الإِسْنَادِ, نَحْوَهُ, قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِى قَبْرِهِ, وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ, فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيَقُولَانِ لَهُ» , فَذَكَرَ قَرِيبًا

===

كنتُ أقول ما يقول الناس، فيضربه بمِطْرَاقٍ من حديد بين أُذنيه، فيَصِيْحُ صيحةً يسمعها الخَلْق غيرَ الثقلين).

كتب مولانا محمد يحيى الصرحوم في "التقرير": وفي الأخرى: "يسمعه مَنْ يليه"، وفي الأخرى: "يسمعه ما بين المشرق والمغرب"، ولا ضَيْرَ في شيء من ذلك، فإن التصريح بسماع مَن يليه ليس نفيًا لسماع من سِواه، وكذلك لفظ "الخَلْق" مطلق، كمن أن يُراد به الكلُّ، فلا منافاةَ.

ويمكن أيضًا أن يجاب بأن أبعاد ما بين المشرق والمغرب والمسافة، وعدها كثيرًا؛ فإنما هو بالإضافة إلينا، فإنا لما ضعُفت قوتُنا وقلَّتْ أسفارُنا كان ما بين المشرق والمغرب أطول المسافات التي شاهدْناها في أيام أعْمارنا، وأما بالنسبة إلي ذاك العالم وأهله وأموره، فإن نسبة المشرق والمغرب كنسبة جِدار دارٍ وسيعةٍ إلى جدار آخر منها، وعلى هذا فلا يبعد أن يكون ما بين المشرق والمغرب هو المراد بقوله: "من يليه"، إلَّا أنه أطلق عليه هذا اللفظ نسبة إلى ذاك العالم الذي هو واقع فيه، انتهى.

٤٧٥٢ - (حدثنا محمَّد بن سليمان، نا عبد الوهاب، بمثل هذا الإسناد) المتقدم (نحوه، قال: إن العبد إذا وُضع في قبره، وتولَّى عنه أصحابه) الذين جاؤوا ليدفنوه (إنه لَيسمع قَرْع نعالهم، فيأتيه ملَكان (١) فيقولان له، فذكر قريبًا


(١) يقال لهما: منكر ونكير، كما ورد، وفي "شرح المواقف": أنكر الجبائي وابنه والبلخي التسمية، وقالوا: إنما المنكر ما يصدر من الكافر عند تلجلجه، والنكير إنما هو تقريع الملكين. [انظر: "المواقف" (٣/ ٥١٨)]. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>