(٢) ويشكل على الحديث بأنه كيف يمكن تحسين الأخلاق وقد قال عليه السلام: "إذا سمعتم بجبل تَغَيَّر عن مكانه فَصَدِّقُوه، وإذا سمعتم برجل تَغَيَّر عن خلقه فلا تصدِّقوه"، "الجامع الصغير" (١/ ٦٩) برواية أحمد في "مسنده" (٦/ ٤٤٣) رقم (٢٧٥٦٩) عن أبي الدرداء، وأجاب عنه القاري (١/ ٣٣٥) بأن المراد في الحديث التبديل بالكلية، والمراد في أحاديث التحسين الإزالة الوصفي، يعني القدرة على العمل بها كما ينبغي، فالغضب مثلًا زواله بالكلية ممنوع لكنه يغضب لله لا لغيره، هذا خلق حسن، انتهى. وبه قرر في "مكاتيب مرزا مظهر جانِ جانان" (ص ١٠١)، وأيّده بقول عمر -رضي الله عنه -: لم يزل عني الغضب، لكنه كان أولًا في حماية الكفر، والآن في حماية الإسلام، وذكر القاري في "شرح الشمائل" (٢/ ١٥٠) الاختلاف في أنه طبعية أو مكتسبة، ورجح أن بعضها كذا، وبعضها كذا. (ش).