للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٠٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ, عَنْ (١) الْحَذَّاءِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ, عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا

===

قال الخطابي (٢): المدّاحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة، وجعلوه بضاعة (٣) يستأكلون به الممدوح ويفتنونه (٤)، وأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود ليكون منه ترغيبًا له في أمثاله، وتحريضًا للناس على الاقتداء به في أشباهه، فليس بمدّاح وإن كان قد صار مادحًا بما تكلم به، وقد استعمل المقداد الحديث على ظاهره، وحمله على وجهه في تناول [عين] التراب بيده، وحثيه في وجه المادح.

وقد يتأول أيضًا على وجه آخر، وهو أن يكون معناه الخيبة والحرمان، أي من تعرض لكم بالثناء والمدح فلا تعطوه واحرموه، كنى بالتراب عن الحرمان كقوله: ما له غير التراب، وما في يده غير التراب، وكقوله - صلى الله عليه وسلم - في ثمن الكلب: "فاملأ كفه ترابًا"، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وللعاهر الحجر"، انتهى.

وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير" قوله: "فأثنى على عثمان -رضي الله عنه -" ولعله كان يمدحه بغير ما هو فيه، أو كان مدحه ليعطيه شيئًا، وإن كان حقًّا، واستحيى عثمان أن يواجهه بما يسوؤه مع حصول المقصود بنهي الغير، ويمكن أن يكون مدحه حقًّا غير داخل فيما ينهى عنه، إلَّا أن المقداد ذهب بالرواية على عموم النهي، إما لفهمه منه العموم، أو سد الباب المديح، وإن كان يعلم أن كل مدحة ليس خطأ، انتهى.

٤٨٠٥ - (حدثنا أحمد بن يونس، نا أبو شهاب) عبد ربه بن نافع، (عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه) أبي بكرة، (أن رجلًا


(١) زاد في نسخة: "خالد".
(٢) "معالم السنن" (٤/ ١١١).
(٣) في الأصل: "مدح الناس بضاعة وجعلوه عادةً".
(٤) في الأصل: "وما يفتنونه".

<<  <  ج: ص:  >  >>