للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالأَبْوَاءِ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ فَتَلْبَثُ لِي, قُلْتُ: رَاشِدًا, فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَشَدَدْتُ عَلَى بَعِيري حَتَّى خَرَجْتُ أُوضِعُهُ, حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي في رَهْطٍ, قَالَ: وَأَوْضَعْتُ, فَسَبَقْتُهُ, فَلَمَّا رَأى (١) أن قَدْ فُتُّهُ انْصَرَفُوا وَجَاءَنِي, فَقَالَ: كَانَتْ لِى إِلَى قَوْمِى حَاجَةٌ, قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ. وَمَضَيْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أبي سُفْيَانَ. [حم ٥/ ٢٨٩]

===

قال الخطابي (٢): هذا مثل مشهور للعرب، وفيه إثبات الحذر، واستعمال سوء الظن إذا كان على وجه طلب السلامة من شر الناس.

حاصل معناه: أن البكري وإن كان أخاك وشقيقك، ولكن في موضع الحذر يلزم أن لا تأمنه.

(فخرجنا حتى إذا كنتُ بالأبواء) جبل بين مكة والمدينة (قال) عمرو بن أمية: (إني أريد حاجة إلى قومي بوَدَّان) موضع بقرب أبواء (فَتَلَبَّثْ) بصيغة الأمر أي: امكث (لي) فانتظرني، ويحتمل أن يكون بصيغة المضارع بتقدير الاستفهام أي: أفتلبث لي؟ (قلت: راشدًا) أي سِرْ راشدًا (فلمّا وَلّى) ذاهبًا إلى بلاده (ذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -) وهو قوله: "إذا هبطت بلاد قومه فاحذره".

(فَشَدَدْتُ) الرحل (على بعيري حتى خرجتُ أُوْضِعُه) من الإيضاع، أي: أسرعه (حتى إذا كنتُ بالأصافر) قال في "القاموس": جبال (إذا هو يعارضني في رهطٍ) أي حال كونه في جماعة (قال: وأوضعتُ) أي أسرعت (فسبقتُه، فَلَمّا رأى) عمرو بن أمية (أن قَدْ فُتُّه) أي قد سبقته (انصرفوا) أي الرهط الذين جاءوا مع عمرو بن أمية، (وجاءني) عمرو بن أمية وحده (فقال: كانت لي إلى قومي حاجةٌ، قال) عمرو بن الفغواء: (قلت: أجل) كان لك إلى قومك حاجة، وإنما قال ذلك لئلا يطلع عمرو بن أمية على أن عمرو بن الفغواء مطلع على نيته، (ومضينا حتى قدمنا مكة فدفعت المال إلى أبي سفيان).


(١) في نسخة: "رآني قد".
(٢) "معالم السنن" (٤/ ١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>