للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أبي عَبْدِ اللَّهِ الْجُشَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ, فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ عَقَلَهَا, ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى رَاحِلَتَهُ فَأَطْلَقَهَا, ثُمَّ رَكِبَ, ثُمَّ نَادَى: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى وَمُحَمَّدًا, وَلَا تُشْرِكْ في رَحْمَتِنَا أَحَدًا.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (١) -صلى الله عليه وسلم-: «أَتَقُولُونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ! أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ؟ » قَالُوا: بَلَى. [حم ٤/ ٣١٢]

===

عن أبي عبد الله الجُشَمي) روى عن جندب هذا الحديث، وله رواية أيضًا عن حفصة، وعائشة في "مسند أحمد بن منيع"، قال في "التقريب" (٢): شيخ لسعيد الجريري مجهول، (قال: نا جندب، قال: جاء أعرابي) أي بدوي، (فأناخ راحلته ثم عَقَلَها) أي شدّ رجلها بالعقال، (ثم دَخَلَ المسجد فصلّى خَلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما سلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى راحِلَتَه فَأَطْلَقَها) أي حلّ عقالها، (ثم ركب) راحلتَه، (ثم نادى: اللَّهم ارحمني ومحمّدًا) - صلى الله عليه وسلم - (ولا تُشْرِكْ في رحمتنا أحدًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتقولون هو أضَلُّ) أي أجهل (أم بعيره! ) لأنه ضيق رحمة الله الواسعة، (ألم تسمعوا إلى ما قال؟ قالوا) أي الصحابة (بلى).

كتب مولانا محمَّد يحيى المرحوم في "التقرير" قوله: "هو أضلّ أم بعيره"، فيه دلالة على أن إظهار العيب لإظهار الحق ودلالة الناس على الهدى غير منهي عنه، فمن اقتدى به الناس وهو غير متأهل لذلك، وجب عليهم كافة إظهار معائبه، والتشنيع على مثالبه، لئلا تفتن الخليقة به.


(١) في نسخة: "النبي".
(٢) (ص ١١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>