للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَهُ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: "مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُرَخِّصُ في شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إلَّا في ثَلَاثٍ, كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «لَا أَعُدُّهُ كَاذِبًا (١): الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ, يَقُولُ (٢) الْقَوْلَ وَلَا يُرِيدُ بِهِ إلَّا الإِصْلَاحَ, وَالرَّجُلُ يَقُولُ في الْحَرْبِ, وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ, وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا». [حم ٦/ ٤٠٤]

===

الزهريّ، قال أبو حاتم: ثقه صحيح الحديث، ما به بأس، من قدماء أصحاب أن الزهري، وقال النسائي: ثقة، قلته: وقال الدارقطني: من زعم أنه عبد الوهاب بن بخت فقد أخطأ فيه.

(حدثه، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن) بن عوف، (عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُرَخِّصُ في شيء من الكذب إلَّا في ثلاث، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا أَعُدُّه كاذبًا: الرجلُ يصلح بين الناس يقول القولَ ولا يريد به إلَّا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب) لقرنه من قول يخدعه ليغلب عليه، (والرجل يُحدِّث امرأتَه، والمرأة تحدِّث زوجها)

قال الخطابي (٣): هذه أمور قد يضطر الإنسان فيها إلى زيادة القول ومجاوزة الصدق طلبًا للسلامة ودفعًا للضرر عن نفسه، وقد رخص في بعض الأحول في اليسير من الفساد لما يؤمل فيه من الصلاح.

والكذب في الإصلاح بين اثنين، هو أن ينمي من أحدهما إلى صاحبه خيرًا أو يبلغه جميلًا وإن لم يكن سمعه، ولا كان أذن له فيه، يريد بذلك الإصلاح.


(١) في نسخة: "كذبًا"
(٢) في نسخة: "ويقول".
(٣) "معالم السنن" (٤/ ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>