للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَتَرَكَ الآخَرَ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلَانِ عَطَسَا، فَشَمَّتَّ أَحَدَهُمَا- قَالَ أَحْمَدُ: أَوْ فَشَمَّتَّ أَحَدَهُمَا-،

===

قال: عطس رجلان). قال الحافظ في "الفتح" (١): في حديث أبي هريرة عند المصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان: أحدهما أشرف من الآخر، وأن الشريف لم يحمد، وللطبراني عن حديث سهل بن سعد: أنهما عامر بن الطفيل وابن أخيه.

(عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشمت أحدهما وترك الآخر، قال: فقيل). قال الحافظ في "الفتح" (٢): السائل عن ذلك هو السائل الذي لم يحمد، وقع ذلك في حديث أبي هريرة في "الأدب المفرد وكذا في رواية شعبة الآتية بلفظ: "يا رسول الله شمَّت هذا ولم تشمتني"، وقد يُعَكِّر على ما في حديث سهل بن سعد أن الشريف المذكور هو عامر بن الطفيل، فإنه كان كافرًا ومات على كفره، فيبعد أن يخاطب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بقوله: يا رسول الله، ويحتمل أنه قالها غير معتقد بل باعتبار ما يخاطبه المسلمون، ويحتمل أن تكون القصة لعامر بن الطفيل المذكور، ففي الصحابة عامر بن الطفيل الأسلمي له ذكر في الصحابة، وفيهم أيضًا عامر بن الطفيل الأزدي.

ثم راجعت "معجم الطبراني"، ففي سياق حديث سهل بن سعد الدلالة الظاهرة على أنه عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب الفارس المشهور، وكان قدم المدينة وجرى بينه وبين ثابت بن قيس بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام، "ثم عطس ابن أخيه فحمد فشمَّته النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم عطس عامر فلم يحمد فلم يشمته، فسأله" الحديث.

(يا رسول الله رجلان عطسا) أي عندك (فشَمَّتَّ اْحدَهما، قال أحمد: أو) للشك من الراوي (فَشَمَّتَّ أحدهما) هكذا في النسخة المجتبائية في الموضعين


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٦٠١).
(٢) "فتح الباري" (١٠/ ٦٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>