للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ الْوَازع بْنِ زَارعٍ، عن جَدّهَا زَارعٍ - وَكَانَ في وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ- قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَة فَجَعَلْنَا نتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا، فَنُقَبِّلُ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرِجْلَهُ (١)، وَانْتَظَرَ الْمُنْذِرُ الأَشَجُّ حَتَّى أَتَى عَيْبَتَهُ فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ لَهُ: "إنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّه: الْحِلْمَ وَالأناةَ"، قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا، أَمِ اللَّهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: "بَلِ اللَّه جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا"، قَالَ: الحمد لله الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ (٢) يُحِبُّهُمَا اللَّه وَرَسُولُهُ. [ق ٧/ ١٠٢، حم ٤/ ٢٠٦]

===

أبو عبد الرحمن البصري، روى عن جدته أم أبان، قال أبو حاتم: حمله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قلت: وقال: يروي المقاطيع.

(حدثتني) جدتي (أم أبان بنت الوازع بن زارع) اسمها هند كما في "التهذيب"، قال في "التقريب": مقبولة.

(عن جدها زارع) بن عامر، ويقال: ابن عمرو العبدي، صحابي، وقد على النبي - صلى الله عليه وسلم - (- وكان في وقد عبد القيس- قال: لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا) أي في النزول عنها (فنقبل يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورِجْلَهُ، وانتظر) أي أمهل (المنذر) بن عمرو (الأشج حتى أتى عَيْبَتَهُ) أي صندوقه الذي فيه ثيابه، فنزع أثواب السفر (فلبس ثوبيه) الجديدين (ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال) النبي - صلى الله عليه وسلم - (له) أي للأشج: (إن فيك خلتين يحبهما الله) ورسوله: (الحلم والأناة) أي الوقار (قال) الأشج: (يا رسول الله، أنا أتخلّق بهما) أي بالتكلف (أم اللهُ جَبَلَنِي) أي خلقني (عليهما؟ قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بل الله جَبَلَكَ عليهما، قال) الأشج: (الحمد لله الذي جَبَلَنِي على خُلَّتين يحبهما الله ورسوله).


(١) في نسخة: "ورجليه".
(٢) في نسخة: "خلقين".

<<  <  ج: ص:  >  >>