للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ قَتَلَهَا (١) في الضَّرْبَةِ الثَّانيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، أَدْنَى مِنَ الأُولَى، وَمَنْ قَتَلَهَا (٢) في الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، أَدْنَى مِنَ الثَّانيَةِ". [م ٢٢٤٠، ت ١٤٨٢، جه ٣٢٢٩، حم ٢/ ٣٥٥]

٥٢٦٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ

===

قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: الضربة الأولى إما معلّل لأنه حين قتل أحسن فيندرج تحت قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة"، أو يكون معلَّلًا بالمبادرة إلى الخير فيندرج في قوله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (٣)، وعلى كلا التعليلين تكون الحية والعقرب أولى بذلك لعظم مفسدتهما.

(ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، أدنى من الأولى، ومن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة، أدنى من الثانية).

٥٢٦٤ - (حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إسماعيل بن


= كتب تعالي الإحسان في كل شيء، أو للمبادرة إلي الخير والاهتمام بأمر الشارع. "حياة الحيوان" (٢/ ٤٩٠)، و"عون المعبود" (١٤/ ١١٦)، والمشهور على الألسنة أن الأمر بقتلها، وزيادة مثل هذا الأجر لما أنها نفخت على نار سيدنا إبراهيم عليه السلام، ويستنبط ذلك من روايات عند البخاري كما في "الفتح" (٦/ ٣٥٤)، و"العيني" (١٠/ ٦٥٩).
وأشكل عليه في "الكوكب" (٢/ ٣٩١) بأن الفعل صدر عن واحد فكيف قتل ما سيأتي إلى يوم القيامة؟ ثم أجاب عنه بأن القتل ليس جزاء له، بل علم منه خيانة هذا الجنس، ولذا قالوا: إنه يمج في الماء فينال الإنسان من ذلك مكروه عظيم، وإذا تمكن من الملح تمرغ فيه ويصير ذلك مادة لتولد البرص، وفي "المرقاة" (٧/ ٧١٦): مِن شَغَفِهَا إفسادُ الطعام خصوصًا الملح، وإذا لم يجد طريقًا إليه ارتفعت السقف وألقت خرءها في موضع يحاذيه، وحكى الدميري برواية عائشة لما أحرق بيت المقدس كانت الأوزاغ تنفخه، انتهى [انظر: "حياة الحيوان" (٢/ ٤٨٩)]. (ش).
(١) في نسخة: "قتله".
(٢) في نسخة: "قتله".
(٣) سورة البقرة: الآية ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>