للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: أُفٍّ لَكِ, وَهَلْ تَرَى ذَلِكَ الْمَرْأَةُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: «تَرِبَتْ يَمِينُكِ يَا عَائِشَةُ وَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ».

[م ٣١٤، ن ١٩٦، حم ٦/ ٩٢]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وكذا رَوَى الزُّبَيْدِيُّ

===

(قالت عائشة: فأقبلت عليها فقلت: أُفٍّ لك)، قال في "القاموس": وأف كلمةُ تَكَرُّهٍ، ولُغاتها أربعون، وقال في "لسان العرب": الناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون: أف له، والخطاب لأم سليم.

(وهل ترى ذلك المرأة؟ )، قالتها تعجبًا، ولعل عائشة لم تكن تدري بذلك لحداثة سنها، أو لأن الاحتلام في النساء نادر، كما أن عدم الاحتلام في الرجال نادر (١).

(فأقبل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: تربت يمينك) (٢)، قال في "مرقاة الصعود" (٣): هي كلمة جارية على ألسنة العرب لا يقصدون بها الدعاء على المخاطب، قال النووي: قولها: تربت يمينك خبر.

(يا عائشة، ومن أين يكون الشبه)، قال النووي (٤): فيه لغتان مشهورتان: إحداهما بكسر الشين وإسكان الباء، والثاني بفتحهما، معناه أن الولد متولد من ماء الرجل وماء المرأة، فأيهما غلب كان الشبه له، ولما كان للمرأة مني فإنزاله وخروجه منها غير مستبعد.

(قال أبو داود: وكذا) أي كما روى يونس عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، عن عائشة بأنها قصة عائشة مع أم سليم، كذلك (روى الزبيدي


(١) وقيل: حفظت أمهات المؤمنين عن الاحتلام، "الأوجز" (١/ ٥٤٣). (ش).
(٢) قال ابن العربي: للعلماء فيه عشرة أقوال (١/ ١٨٨). (ش).
(٣) (ص ٤٥).
(٤) "شرح صحيح مسلم" للنووي (٣/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>