(قوله يزيد بن الأصم) وفى نسخة يزيد الأصمّ واسمه عمرو بن عبيد بن معاوية بن عبادة أبى عوف الكوفي سكن الرّقة. روى عن سعد بن أبى وقاص وابن عباس وأبى هريرة ومعاوية بن أبى سفيان وخالته ميمونة وغيرهم. وعنه جعفر بن برقان والزهرى وميمون بن مهران وأبو فزارة وطائفة. وثقه أبو زرعة والنسائى والعجلى وابن سعد وابن حبان وذكره ابن منده في الصحابة وقال أبو نعيم وابن حبان وغيرهما لا تصحّ له صحبة. مات سنة ثلاث أو أربع ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة
(معنى الحديث)
(قوله ما أمرت بتشييد المساجد) أى ما أذن الله تعالى لى في رفع بنائها وتجصيصها لأن ذلك زائد على قدر الحاجة فالتشييد رفع البناء وتطويله ومنه قوله تعالى "في بروج مشيدة" أى مطوّل بناؤها يقال شدت البيت أشيده من باب باع بنيته بالشيد أى الجصّ وشيدته تشييدا طوّلته ورفعته (قال) ابن رسلان المشهور في الحديث أن المراد بتشييد المساجد رفع البناء وتطويله كما قال البغوى (وفيه ردّ) على من حمل قوله تعالى "في بيوت أذن الله أن ترفع" على رفع بنائها وهو الحقيقة بل المراد أن تعظم فلا يذكر فيها الخنا من الأقوال وتطييبها من الأدناس والأنجاس ولا ترفع فيها الأصوات اهـ
(قوله قال ابن عباس لتزخرفنها) هو موقوف كما رواه ابن حبان لكنه في حكم المرفوع لأن مثل هذا لا يكون من قبل الرأى. واللام في لتزخرفنها لام القسم وهو الذى اعتمده الحافظ خلافا للطينى فإنه ظنّ أنهما حديث واحد فشرحه على أن اللام في لتزخرفنها مكسورة ثم قال هي لام التعليل للمنفى قبله والمعنى ما أمرت