للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قلة ما يعطي للسائل. وقيل إن المراد حقيقة الظلف المحرق. فإنهم كانوا ينتفعون به ولا سيما عند الشدة

(وفي الحديث) الحث على عدم رد السائل خائبًا

(والحديث) أخرجه أيضًا الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وأخرجه مالك وأحمد والحاكم والنسائي مختصرًا بلفظ: ردوا السائل ولو بظلف محرق

[باب الصدقة على أهل الذمة]

أتجوز أم لا؟ والمراد بأهل الذمة من ليس بمسلم فيعم المشرك كما يشهد له الحديث

(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ نَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي رَاغِبَةً فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَهِيَ رَاغِمَةٌ مُشْرِكَةٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِمَةٌ مُشْرِكَةٌ أَفَأَصِلُهَا قَالَ "نَعَمْ فَصِلِي أُمَّكِ".

(ش) (أسماء) بنت أبي بكر كما في رواية مسلم والبخارى

(قوله قدمت عليّ أمي) قيل هي أمها من الرضاعة. وقيل من النسب وهو الأصح. لما رواه ابن سعد وأبو داود الطيالسي والحاكم من حديث عبد الله بن الزبير قال: قدمت قتيلة بنت عبد العزي على ابنتها أسماء بنت أبي بكر في المدينة "وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية" بهدايا زبيب وسمن وقرظ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها، فأرسلت إلى عائشة سلي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال: لتدخلها وتقبل هديتها. وفي رواية فأنزل الله (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ... الآية) فأمرها أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها. واختلف في اسم هذه الأم، فالأكثر على أنها قتيلة بضم القاف وفتح المثناة الفوقية وسكون التحتية، وقيل اسمها قتلة بفتح القاف وسكون المثناة من فوق. وقيل قيلة بفتح القاف وسكون الياء التحتية. ذكرها المستغفري في جملة الصحابة وقال تأخر إسلامها. وليس في الأحاديث ما يدل له

(قوله راغبة) بالباء الموحدة وبالنصب على الحالية، أو مرفوع على أنه خبر لمبتدإ محذوف. أي وهي راغبة في البر والصلة. وقيل راغبة عن الإِسلام. قال الحافظ ونقل المستغفري أن بعضهم أوله فقال وهي راغبة في الإسلام فذكرها لذلك في الصحابة، ورده أبو موسى بأنه لم يقع في شيء من الروايات ما يدل على إسلامها اهـ

ويؤيد ما قاله أبو موسى أنها لو جاءت راغبة في الإسلام لم تحتج أسماء أن تستأذن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في صلتها لشيوع التآلف على الإسلام بينهم من فعل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم

(قوله في عهد قريش) متعلق بقدمت أي كان قدومها في زمن معاهدة قريش النبي صلى الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>