للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومائتين. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه. و (أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي

(معنى الحديث)

(قوله قد علم) يحتمل أن يكون بالتخفيف مبنيًا للفاعل من العلم أي علم صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنا لا ندري ما نقوله في الصلاة. ويحتمل أن يكون بالتشديد مبنيًا للمفعول من التعليم أي علمه الله ما لم نعلمه من قراءة التحيات

(قوله فذكر نحوه) أي ذكر أبو الأحوص عوف بن مالك نحوه حديث شقيق بن سلمة أبي وائل

(قوله قال شريك الخ) غرض المصنف به بيان أن شريكًا النخعي روى هذا الحديث عن جامع بن شداد كما رواه عن أبي إسحاق

(قوله ولم يكن يعلمناهن الخ) أي لم يكن صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يعلمنا الكلمات الآتية في الدعاء كما كان يعلمنا التشهد بل كان تعليمه لنا التشهد أتمّ. ولعله علمهم هذا الدعاء ليدعوا به بعد التشهد كما يؤخذ من قوله ثم ليتخير أحدكم الخ

(قوله اللهم ألف بين قلوبنا) أي اجمع بينها واجعل بينها المودّة والمحبة يقال ألفت بين القوم تأليفًا وتألفوا إذا اجتمعوا وتحابوا

(قوله وأصلح ذات بيننا) يعني أصلح أحوالنا حتى تكون أحوال ألفة ومحبة. وذات الشيء نفسه وحقيقته. لما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين. ويحتمل تكون لفظة ذات زائدة

(قوله واهدنا سبل السلام الخ) أي دلنا على طرق السلامة من الآفات والمهالك ونجنا من الظلمات. والمراد بها المعنوية وهي الضلالات والمعاصى وبالنور الإيمان والطاعات. والمعنى ثبتنا على الإيمان والأعمال الصالحة واحفظنا من المخالفات. وجمع الظلمات لكثرة أسبابها وأفرد النور لاتحاد سببه وهو الإيمان

(قوله وجنبنا الفواحش الخ) أي باعدنا عن الكبائر ما ظهر منها كالزنا والسرقة وما خفي كالرياء والحسد واحفظ أسماعنا من سماع ما لا يحلّ وبارك لنا في أزواجنا وذرّياتنا بأن توفقهم للطاعات وتحفظهم من المخالفات وتجعل لنا من الزوجات ذرية صالحة واجعلنا صارفين ما أنعمت به علينا فيما خلق لأجله قائمين بالثناء على نعمتك معترفين بها غير منكريها راضين بها وأتمها علينا بإدامتها لنا في الدنيا والآخرة

(فقه الحديث) دلّ الحديث زيادة على ما تقدم على مشروعية الدعاء في الصلاة بهذه الكلمات بعد التشهد وقبل السلام, وعلى أن طلب التشهد آكد منها

(ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ نَا زُهَيْرٌ نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِى فَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِى الصَّلاَةِ فَذَكَرَ مِثْلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>