آباء الأنبياء وأمهاتهم مؤمنون وأنهم في الجنة مخلدون. وهذا هو الذي نعتقده ونلقى الله إن شاء الله تعالى عليه والحمد لله رب العالمين اهـ
(قوله فإنها تذكر بالموت) أي فإن القبور أو زيارتها تذكركم الموت فتزهدون في الدنيا وترغبون في الآخرة
(فقه الحديث) دل الحديث على مشروعية زيارة القبور ولو كانوا من أهل الفترة ولا سيما الأقارب لما فيها من صلة الرحم والاعتبار. وعلى جواز البكاء حال الزيارة بلا صوت ولا نوح وعلى مزيد شفقته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على والديه وقيامه بحقوقهما حق القيام
(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه واليبهقي والحاكم وصححه هو والحازمي والثوري
(ش) رجال الحديث) (معرف) كمحمد (ابن واصل) السعدي الكوفي. روى عن أبي وائل وإبراهيم النخعي والشعبي والأعمش وجماعة. وعنه محمَّد بن مطرف ووكيع وابن مهدي وعبد الله بن صالح وطائفة. وثقه أحمد وابن معين والنسائيُّ وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديثه ولم يذكر فيه جرحًا. روى له مسلم وأبو داود (وابن بريدة) سليمان بن بريدة بن الخصيب
(معنى الحديث)
(قوله نهيتكم) كذا في رواية مسلم. وفي رواية للترمذى قد كنت نهيتكم ونهاهم صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أولًا لقرب عهدهم بالجاهلية فربما يتكلمون بما اعتادته الجاهلية من فحش القول فلما استقرت قواعد الإِسلام وتمهدت أحكامه واشتهرت معالمه أمرهم صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالزيارة مع مراعاة الآداب الشرعية حيث قال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في رواية النسائي فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرًا. بضم الهاء وسكون الجيم أي قولًا سوءًا
(قوله فزوروها) الأمر فيه للندب وعليه الجمهور للتعليل بعده. وادعى ابن حزم أنه للوجوب فقال بوجوب الزيارة وله مرة في العمر
(قوله فإن في زيارتها تذكرة) أي عظة وتذكرًا للموت واعتبارًا بما آل إليه أهل القبور. وفي رواية ابن ماجه من حديث ابن مسعود "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة" وفي رواية الحاكم من حديث أنس فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرًا. وفي رواية الطبراني من حديث أم سلمة فزوروها فإن لكم فيها عبرة.