للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينبغي للعبد أن لا يغتر بما أتي به من الطاعة ويتهم نفسه بالتقصير وعدم القيام بتمام ما كلف به وتكراره للمبالغة في اعتقاد النقص في عمله وذلك أقرب للقبول

(والحديث) أخرجه أيضًا الترمذي والنسائي وابن ماجه

[باب في الاستغفار]

أي الترغيب في الاستغفار وهو طلب المغفرة من الله تعالى

(ص) حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ نَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ نَا عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ الْعُمَرِيُّ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإِنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً".

(ش) (رجال الحديث) (النفيلي) عبد الله بن محمَّد و (عثمان بن واقد) بن محمَّد ابن يزيد. روى عن أبيه ونافع بن جبير ومسلم بن عبيد وجماعة. وعنه وكيع وأبو معاوية وزيد ابن الحباب وغيرهم. ضعّفه أبو داود وقال أحمد والدارقطني لا بأس به, ووثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات. روى له أبو اداود والترمذي و (أبو نصيرة) بالتصغير مسلم بن عبيد الواسطي روى عن أنس والحسن البصري وأبي رجاء العطاردي وميمون بن مهران وعنه أبو الصباح ومحمد بن يزيد بن هارون وأبو بكر بن شعيب. وثقه أحمد وابن حبان وقال كان يخطئ على قله روايته وقال ابن معين صالح وقال الأزدي ضعيف: وقال في التقريب ثقة من الخامسة. و (مولى لأبي بكر) قال البزار مجهول يعني لم يعرف اسمه ولا حاله. وقال الحافظ أنه أبو رجاء

(معنى الحديث)

(قوله ما أصر من استغفر الخ) أي ما دوام على الذنب من اتبعه بالاستغفار وإن تكرر منه. يقال أصر على الشيء إصرارًا إذا لزمه وثبت عليه وأكثر ما يستعمل في الشر ومحل كون المستغفر ليس مصر إذا تاب وعزم على عدم العود وندم على ما وقع منه

(والغرض) من الحديث الترغيب في الاستغفار من الذنوب وإن كثرت والتوبة منها وإن وقع منه ذنوب كثيرة لا يقنط من رحمه الله. وليس المراد منه الترغيب في ارتكاب المخالفات والاستغفار بعدها فإن مثل هذا اجتراء على الله تعالى بارتكاب الذنوب وأمن من مكره وعاقبه. ونظير حديث الباب ما رواه الترمذي عن أبي أيوب قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم يقول لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون ويغفر لهم. فإن المراد منه الترغيب في الاستغفار

<<  <  ج: ص:  >  >>