للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمالكية القائلين بأنه لا يطالب بها إلا من أراد الجلوس أخذا بمفهوم الحديث المتقدم وبمفهوم ما رواه البخارى بلفظ إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس

[باب في فضل القعود في المسجد]

أى في بيان الترغيب في الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة وغيرها. وفى بعض النسخ باب فضل القعود في المسجد

(ص) حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ قَالَ: " الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، أَوْ يَقُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ "

(ش) (قوله عن أبى الزناد) هو عبد الله بن ذكوان. و (الأعرج) هو عبد الرحمن بن هرمز

(قوله الملائكة تصلى على أحدكم الخ) أى تدعو له بالمغفرة والرحمة مدّة دوامه في المكان الذى صلى فيه من المسجد يذكر الله تعالى أو ينتظر صلاة أخرى كما في رواية للبخارى. ويحتمل أن المراد بالمصلى المسجد كله ويؤيده ما رواه الترمذى عن أبى هريرة مرفوعا لا يزال أحدكم في صلاة مادام ينتظرها ولا تزال الملائكة تصلى على أحدكم مادام في المسجد. فأفاد أنه لو انتقل إلى موضع آخر من المسجد غير موضع صلاته منه يحصل له ذلك الثواب، ولا فرق في ذلك بين المسجد ومصلى البيت فلو جلست امرأة في مصلى بيتها تنتظر وقت صلاة أخرى لم يبعد أن تصلى عليها الملائكة أيضا لأنها حبست نفسها لأجل الصلاة

(قوله ما لم يحدث) بسكون الحاء المهملة وتخفيف الدال المكسورة أى يخرج منه ريح لما يأتى للمصنف أن أبا هريرة لما ذكر الحديث قال له رجل وما الحدث يا أبا هريرة قال يفسو أو يضرط. وانقضى ثواب الانتظار بالحدث لأنه لا يكون متهيئا للعبادة (قال) ابن المهلب معناه أن الحدث في المسجد خطيئة يحرم بها المحدث استغفار الملائكة ودعاءهم المرجو بركته اهـ وظاهر كلامه أن إخراج الريح في المسجد حرام. والجمهور على أنه لا يحرم وأن الأولى اجتنابه لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم. ويؤخذ منه أن الحدث الأصغر وإن منع دعاء الملائكة لا يمنع جواز الجلوس في المسجد. وإن جلس فيه لعبادة كاعتكاف أو انتظار صلاة أو ذكر كان مستحبا وإلا فمباحا. وقيل يكره لخبر فإن المساجد لم تبن لهذا رواه المصنف في الباب الآتى من حديث أبى هريرة ولهذا قالوا يكره النوم في المساجد لأنه مظنة خروج الريح (وقال) ابن حجر يجوز النوم فيه بلا كراهة لأن أهل الصفة كانوا يديمون النوم في المسجد اهـ وقيل يكره للمقيم دون الغريب وهو مذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>