عليه أحد اقسام المعرفه. وله ما في السماوات وما في الأرض إشاره إلى وحدانيه الأفعال وأن الأفعال جميعها منه وإليه. ومن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه إشاره إلى انفراده بالملك والحكم والأمر وأنه لا يملك الشفاعه عنده في أمر من الأمور إلا من شرفه بها وأذن فيها, وهذا نفي للشركة عنه في الملك والأمر. ويعلم ما بين أيديهم إلى قوله بما شاء إشارة إلى صفه العلم وتفصيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم حتى إنه لا علم لغيره إلا ما أعطاه ووهبه على قدر مشيئته وإرادته ووسع كرسيه السماوات والأرض إشارة إلى عظم ملكه وكمال قدرته. ولا يؤوده حفظهما أي لا يثقله وهو إشارة إلى صفه العزه وكمالها وتنزيهها عن الضعف والنقص. وهو العلي العظيم أي المنزه عن صفات الحوادث المتصف بالكبرياء والعظمه وهو إشارة إلى أصلين عظيمين في الصفات وحينئذ لا تجد في آية غيرها جميع هذه المعاني حتى آية شهد الله إذ ليس فيها إلا التوحيد, وقيل اللهم مالك الملك ليس فيها إلا توحيد الأفعال. والإخلاص ليس فيها إلا التوحيد والتقديس, والفاتحه فيها الثلاثه لكنها مرموزة لا مشروحه. نعم يقرب من آية الكرسي في الاشتمال على ما ذكر آخر سورة الحشر وأول الحديد ولكنها آيات لا آية واحدة على أنها تميزت عن تلك بالحي القيوم وهو الاسم الأعظم عند كثيرين اهـ من ابن علان وتفضيلها على ما عداها من الآيات لا يقتضي نقصًا في غيرها لأنه ليس في كلام الله تعالى نقص والكامل قد يفضل بعضه على بعض
(قوله ليهن لك) بفتح المثناة التحتيه وسكون الهاء وكسر النون. وفي بعض النسخ ليهنئ بالهمزه وهي الأصل فحذفها تخفيف أي ليكن العلم هنيئًا لك يقال هنؤ الطعام من باب ظرف وهنئ بالكسر من باب علم وهنأ من باب ضرب صار هنيئًا, وكل أمر يأتيك من غير مشقة ولا تعب فهو هنئ وهذا متضمن للإخبار على طريق الكناية بأن أبيًا راسخ في العلم لإجابته بما هو الحق عند الله تعالى. وفي هذا منقبة جليله له ودليل ظاهر على كثرة علومه
(فقه الحديث) دل الحديث على أن للرئيس أن يختبر من يرى فيه الكفاءه العلميه ليظهر فضله للغير فينتفع به. وعلى مشروعيه تعظيم الكبير فضلاء أصحابه. وعلى جواز مدح الإنسان في وجهه. ولكن محله إذا كان فيه مصلحه ولم يخش عليه إعجاب بنفسه. وعلى أن آية الكرسي أعظم آية في القرآن, وعلى جواز تفضيل بعض القرآن على بعض وهو الذي عليه المحققون خلافًا لمن منعه وأول أعظم في الحديث بمعنى عظيم. وقد ورد في فضل آية الكرسي أحاديث غير هذا. منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله تعالى عليه وعلى آله وسلم, فقال دعني فإني محتاج وعليّ عيال ولي حاجه شديدة فخيلت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله