للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِمَا يُحْيِيكُمْ) , قال بلى ولا أعود أن شاء الله تعالى (الحديث).

وجمع البيهقي بأن القصه وقعت لأبيّ ابن كعب ولأبي سعيد بن المعلى. قال الحافظ في الفتح ويتعين المصير إلى ذلك لاختلاف مخرج الحديثين واختلاف سياقهما وما قيل من أن هذه القصه وقعت لأبي سعيد الخدري فهو وهم كما قاله الحافظ.

(فقه الحديث) دل الحديث على عظم فضل الفاتحة. وعلى أن القرآن يتفاضل. وعلى أن إجابه النبي صلى الله تعالى وعلى آله وسلم واجبه على الفور ولو في الصلاة لأنه صلى الله عليه وسلم عاتب الصحابي على تأخير إجابته. واختلف أتفسد صلاة من أجاب دعاء النبي صلى الله تعالى وعلى آله وسلم حال صلاته أم لا؟ وبكل قال جماعة من الحنفية والشافعية والحديث محتمل لكل منهما وذهبت المالكية إلى عدم البطلان في أصح القولين وعلى إنه ينبغي لمن نصب نفسه للأمر والنهي أن يستعمل الحكمة في نصحه. وعلى أن الإنسان لا تمنعه مهابه رئيسيه من تعلم أمر دينه منه.

(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري والنسائي وابن ماجه والدرامي والبيهقي

(باب مَنْ قَالَ هِىَ مِنَ الطُّوَلِ)

أي من قال إن الفاتحة من السور الطُّوَلِ يعني باعتبار اشتمالها على المعاني الطويلة لا باعتبار اللفظ , ويحتمل أن المراد بيان من قال أن السبع المثاني هي الطُّوَلِ فمن زائده والضمير عائد على السبع المثاني في الحديث المتقدم لأنه لما ذكر أن الفاتحة السبع المثاني وهو قول بين بهذه الترجمه أن هناك قولًا آخر هو أن السبع المثاني هي السور الطوال الآتي بيانها

(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أُوتِىَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي الطُّوَلِ وَأُوتِىَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ سِتًّا فَلَمَّا أَلْقَى الأَلْوَاحَ رُفِعَتْ ثِنْتَانِ وَبَقِىَ أَرْبَعٌ.

(ش) (جرير) بن عبد الحميد تقدم بالأول صفحه ٨٤. و (الأعمش) سليمان ابن مهران

(قوله أوتى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سبعًا من المثاني الطُّوَلِ) أي أعطي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سبعًا من المثاني هي الطول بضم الطاء المهمله وفتح الواو جمع الطولى مثل كبرى وكبر, ومراد ابن عباس بالسبع المثاني الفاتحة لأن آياتها سبع وطولها باعتبار غزارة معانيها كما تقدم, ويحتمل إنه أراد بها البقرة وآل عمران

<<  <  ج: ص:  >  >>