للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالمرأة في ذلك: ويحتمل أن تكون التاء للمبالغة فيكون المراد من يكثر منه ذلك ولو ذكرًا أما وقوع ذلك أحيانًا فلا يكون من الكبائر ولا من يقع منه ملعونًا, ويحمل اللعن في الحديث على التغليظ والزجر

(فقه الحديث) دل الحديث على أن النياحة والاستماع لها من الكبائر لما يترتب عليهما من الطرد من رحمه الله عَزَّ وَجَلَّ

(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد والبيهقي, وفي إسناده محمَّد ابن الحسن بن عطية عن أبيه عن جده والثلاثه ضعفاء

(ص) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ عَبْدَةَ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ -الْمَعْنَى- عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ". فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ وَهِلَ -تَعْنِي ابْنَ عُمَرَ- إِنَّمَا مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ "إِنَّ صَاحِبَ هَذَا لَيُعَذَّبُ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ". ثُمَّ قَرَأَتْ "وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" قَالَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَلَى قَبْرِ يَهُودِيٍّ.

(ش) (عبده) بن سليمان الكلابي تقدم بالثالث صفحه ١٠٢ و (أبو معاوية) محمَّد خازم الضرير

(قوله إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) ظاهره أنه يعذب بالبكاء مطلقًا وإلى ذلك ذهب جماعة من السلف منهم عمر وابنه.

وذهب جمهور العلماء إلى تأويل حديث الباب ونحوه. واختلفوا في التأويل: فحمله إبراهيم الحربي والمزني وغيرهما من الشافعية على ما إذا أوصى الميت أهله بذلك فنفذت وصيته, قال أبو الليث السمرقندي أنه قول عامة أهل العلم, وحكاه النووي في شرح مسلم عن الجمهور وقال هو الصحيح قالوا لأن ذلك بسببه ومكسوب إليه.

أما من بكى عليه أهله وناحوا من غير وصية فلا يعذب لقوله تعالى ولا تزر وازره وزر أخرى: وحمله داود طائفة من العلماء على ما إذا أهمل نهى أهله عن ذلك, قال في النيل قال ابن المرابط إذا علم المرء ما جاء في النهي عن النوح وعرف أن أهله من شأنهم أن يفعلوا ذلك ولم يعلمهم بتحريمه ولا زجرهم عن تعاطيه فإذا عذب على ذلك عذب بفعل نفسه لا بفعل غيره بمجرده اهـ

وحمله ابن حزم وجماعة على أنه يعذب بسبب الأمور التي يبكيه أهله بها ويندبونه لها كرياسته التي جار فيها وشجاعته التي صرفها في معصية الله تعالى وجوده الذي لم يضعه في موضعه فهم يمدحونه بها وهو يعذب بصنعه. واستدل له بما رواه البخاري عن ابن عمر مرفوعًا فيه "إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار

<<  <  ج: ص:  >  >>