(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم. وأخرجه البخاري وابن ماجه والترمذي بدون ذكر رجب
باب فى صوم شعبان
أي فى فضل صومه: وشعبان مشتق من الشعب وهو الاجتماع، ويطلق أيضا على التفرق فهو من الأضداد. قيل سمى شعبان لأنه تشعب عنه خير كثير كرمضان. وقيل لأنهم كانوا يتشعبون فيه بعد التفرقة. ويجمع على شعابين وشعبانات
(ش)(قوله كان أحب الشهور الخ) بنصب أحب خبر كان وشعبان بالرفع اسمها وأن يصوم بدل من شعبان، أى كان صوم شعبان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من صوم غيره من بقية الشهور التي كان يتطوع فيها بالصيام "فإن قلت" لم لم يكثر النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الصوم فى المحرم وقد قال كما تقدم فى "باب فى صوم المحرم""أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم""أجيب" بأنه يحتمل أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لم يعلم فضل المحرم إلا فى آخر حياته، أو أنه كان يتفق له في المحرم من الأعذار ما يمنعه من إكثار الصيام فيه (والحكمة) فى إكثاره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الصوم فى شعبان، ما جاء فى حديث أسامة بن زيد قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان. قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين. فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم: أخرجه النسائى وصححه ابن خزيمة كما تقدم فى "باب فيمن يصل شعبان برمضان"
(قوله ثم يصله برمضان) أى يصل صيام شعبان بصيام رمضان، "ولا ينافى" ما تقدم من قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "لا تقدموا صوم رمضان بيوم أو يومين" فإن النهى فيه محمول على من لم يصم شعبان كله أو معظمه، بل يصوم اليوم أو اليومين قبل رمضان احتياطا له، ويحتمل أن المعنى أنه يصوم فى آخر شعبان حتى يقرب أن يصله برمضان
(فقه الحديث) دل الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام فى شعبان. وعلى جواز وصل صيامه برمضان إذا صامه كله أو معظمه