(قوله أعوذ بك من الفقر) أي من قلة المال يقال فقر من باب تعب إذا قل ماله, ويحتمل أن يراد به فقر النفس وهو عدم القناعة
(قوله والقلة) تفسير للفقر إن أريد به فقر المال، وإن أريد به فقر النفس كان مغايرًا له, وإنما يستعاذ من الفقر إذا لم يصحبه رضا به أما إن صحبه رضا فممدوح. وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة, وهو ما كانت الأنبياء عليه الصلاة والسلام تفتخر به ثم من بعدهم من الصالحين
(قوله والذلة) بكسر الذال أي المذلة والمسكنة لغير الله تعالى
(قوله وأعوذ بك من أن أظلم أو اُظلم) أي من أن أظلم غيري أو يظلمني أحد. فالفعل الأول مبني للفاعل والثاني مبني للمفعول. والظلم لغة وضع الشيء في غير موضعه. وشرعًا مجاوزة الحد أو التصرف في ملك الغير بدون حق
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي من طريق حماد. وأخرجه أيضًا هو وابن ماجه من طريق جعفر بن عياض عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم قال: تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة وأن تظلم أو تظلم
(ش)(رجال الحديث)(ابن عوف) محمَّد الطائي تقدم بالأول صفحة ١٧٣ و (عبد الغفار بن داود) بن مهران بن زياد بن رواد البكري أبو صالح الحراني. روي عن يعقوب بن عبد الرحمن وعيسي بن يونس ونوح بن قيس وإسماعيل بن عياش وغيرهم. وعنه البخاري وأبو زرعة وحرملة بن يحيى وعثمان الدارمي وابن معين وآخرون, قال أبو حاتم صدوق لا بأس به ووثقه ابن حبان وقال ابن يونس كان ثقة ثبتًا حسن الحديث. مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله من زوال نعمتك) أي الدينية والدنيوية النافعة في الأمور