تعالى عليه وعلى آله وسلم - ثُمَّ قَالَ "حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا". فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ يَتَصَدَّعُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ.
(ش) (يونس بن عبيد) بالرفع عطف على حماد أي رواه مسدد عن يونس بن عبيد عن ثابت بن أسلم البناني عن أنس بن مالك كما رواه عن حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس
(قوله إذ قام رجل) قال الحافظ لم أقف على اسمه. وفي مسند أحمد ما يدل على أنه كعب بن مرة اهـ
وفي البيهقي من طريق مرسلة ما يدل على أنه خارجة بن حصن الفزاري
(قوله هلك الكراع) بوزن غراب يذكر ويؤنث اسم لجماعة الخيل
(قوله هلك النساء) جمع شاة وهي من الغنم تذكر وتؤنث
(قوله فمد يديه) يعني رفعهما مبسوطتين إلى السماء
(قوله وإن السماء لمثل الزجاجة) يعني في الصفاء لخلوها من السحاب والواو للحال. وفي رواية للبخاري قال أنس والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئًا
(قوله فهاجت ريح الخ) أي ثارت ريح وأنشأت سحابة أي أحدثتها وإسناد الإنشاء إلى الريح من باب الإسناد إلى السبب
(قوله ثم اجتمعت) أي انضم بعضها إلى بعض متكاثفة
(قوله ثم أرسلت السماء عزاليها) بفتح العين المهملة وكسر اللام جمع عزلاء وهو فم المزادة الأسفل شبه اتساع المطر وتدفقه بالماء الذي يخرج من أفواه القرب
(قوله نخوض الماء) أي نمشي فيه لكثرته
(قوله حوالينا ولا علينا) يعني أنزل المطر حول المدينة مواضع الشجر والنبات لا على الأبنية والمساكن
(قوله يتصدع) أي يتفرق ويتقطع عن المدينة
(قوله كأنه إكليل) يريد أن الغيم انكشف عن المدينة واستدار بآفاقها كالحلقة. والإكليل بكسر الهمزة شبه عصابة مزينة بالجوهر يوضع على الرأس
(فقه الحديث) دل الحديث على علو منزلته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عند ربه حيث أجاب دعاءه على الفور في المبدأ والمنتهى. وعلى كمال حكمته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم حيث أجاب السائل بما فيه المصلحة
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه البخاري بلفظ أن رجلًا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمًا فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئًا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس قال فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال والله ما رأينا الشمس سبتا