للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(باب)

كذا في جميع النسخ باب بلا ترجمة كأنه تتمة لما قبله، فقد ذكر فيه فضيلة طول القيام في النافلة

(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ نَا حَجَّاجٌ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيٍّ الأَزْدِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُبْشِيٍّ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ "طُولُ الْقِيَامِ". قِيلَ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ "جُهْدُ الْمُقِلِّ". قِيلَ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ "مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ الله عَلَيْهِ". قِيلَ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ "مَنْ جَاهَدَ الْمُشْرِكِينَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ". قِيلَ فَأَيُّ الْقَتْلِ أَشْرَفُ قَالَ "مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ".

(ش) هذا الحديث تقدم للمصنف في باب افتتاح صلاة الليل بركعتين من الجزء الساب مقتصرًا على أول سؤال هنا وجوابه (حجاج) بن محمَّد تقدم بالأول ص ٩٥، وكذا (ابن جريج) عبد الملك ابن عبد العزيز صفحة ٧٤ و (عبد الله بن حبشي) بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة ومثناة تحتية ثقيلة، تقدم بالسابع صفحة ٢٥٤

(قوله أي الأعمال أفضل) أي أعمال الصلاة أفضل فأل في الأعمال للعهد وتقدم الكلام على هذه الجملة

(قوله جهد المقل) الجهد بالضم الوسع والطاقة وبالفتح المشقة والغاية. والمراد هنا الأول. والمقل بضم الميم وكسر القاف وتشديد اللام الفقير الذي معه شيء قليل أي أن أفضل الصدقة ما يتصدق به قليل المال على قدر طاقته ووسعه. وكانت صدقة الفقير أفضل من صدقة الغني لأن الفقير يتصدق بما يحتاج إليه بخلاف الغني فإنه يتصدق بفضول ما له. وهذا نظير ما أخرجه النسائي من حديث أبي ذر والحاكم وابن حبان من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال سبق درهم مائة ألف درهم رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف درهم فتصدق بها. ولا تنافي بين هذا وبين ما رواه البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام من قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خير الصدقة ما كانت عن ظهر غنى. فإن حديث الباب ونحوه محمول على قوي الإيمان الذي يصبر على الفاقة ويكتفي بأقل الكفاية.

وحديث حكيم محمول على ضعيف الإيمان، ويحتمل أن المراد بالغنى في حديث حكيم غنى القلب الذي يصبر صاحبه على الجوع والشدة وهو المراد بالمقل في حديث الباب فيكون المعنى أن تصدق الفقير الغني القلب

<<  <  ج: ص:  >  >>