واستدل الشافعي وبعض أصحابه والمؤيد بالله والقاسم بهذا الحديث على أن تسطيح القبور أفضل من تسنيمها لأن قوله مبطوحة يشعر بذلك. واستدلوا أيضًا بحديث علي وحديث فضالة المذكور فيهما الأمر بتسوية القبر. وقال أبو حنيفة وأصحابه ومالك وأحمد والمزني وبعض الشافعية إن التسنيم أفضل. لما رواه البخاري عن سفيان التمار أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مسنمًا. وروى ابن أبي شيبة عن سفيان أيضًا قال دخلت البيت الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فرأيت قبره وقبر أبي بكر وعمر مسنمة. وأجابوا عن أحاديث التسوية بأنها ليست نصًا في التسطيح بل هي محتمله له ولإزالة ما ارتفع عن القدر المشروع وهو لا ينافي التسنيم. وعن حديث القاسم بأنه محتمل أيضًا لما قالوه ولفرشه بالحصباء ذكر، والفرش يكون خالي التسطيح والتسنيم. وجمع البيهقي بين حديث القاسم وحديث التمار بأن قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أولًا مسطحًا ثم لما سقط الجدار في زمن الوليد بن عبد الملك أصلح فجعل مسنمًا. وقد علمت أن الخلاف إنما هو في الأفضل والكل جائز (والحديث) أخرجه أيضًا الحاكم والبيهقي
(باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف) وفي بعض النسخ باب الاستغفار عند القبر للميت