للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوقت (قال) ابن حجر المكي إن أريد حفظه من جنس الشياطين تعين حمله على حفظه من شيء مخصوص وهو الكبائر وإن أريد حفظه من إبليس فقط بقى الحفظ على عمومه فيشمل الصغائر وما يقع منه من الذنوب حاصل من إغواء جنوده اهـ بتصرّف. لكن الظاهر أن اللام في الشيطان للعهد والمراد منه قرينه الموكل بإغوائه وأن القائل ما ذكر من الذكر يحفظ منه في الجملة ذلك الوقت عن بعض المعاصى. وتعيينه عند الله تعالى اهـ من الرقاة

(فقه الحديث) والحديث يدلّ على أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يتحصن من الشيطان تعليما للأمة، وعلى أن الشيطان له تسلط على بنى آدم، وعلى أن المرجع في دفع المضارّ وجلب المنافع إلى الله عزّ وجلّ

(باب ما جاء في الصلاة عند دخول السجد)

(ص) حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُصَلِّ سَجْدَتَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْلِسَ».

(ش) (رجال الحديث)

(قوله القعنبى) هو عبد الله بن مسلمة

(قوله عامر بن عبد الله ابن الزبير) بن العوّام القرشي الأسدى المدنى أبى الحارث. روى عن أبيه وأنس بن مالك وعوف بن الحارث وعمرو بن سليم وغيرهم. وعنه سعيد المقبرى وابن جريج ويحيى الأنصارى ومالك وكثيرون. وثقه ابن معين وأبو حاتم وقال أحمد من أوثق الناس وقال أبو حاتم ثقة صالح وقال العجلى تابعى ثقة وقال ابن سعد كان عابدا فاضلا ثقة مأمونا وقال الخليلى أحاديثه كلها يحتج بها وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان عالما فاضلا. مات سنة إحدى وعشرين ومائة روى له الجماعة إلا الترمذى

(قوله عن أبى قتادة) هو الحارث بن ربعى

(معنى الحديث)

(قوله فليصلّ سجدتين الخ) أى ركعتين تعظيما للمسجد. وفى رواية للبخارى إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. العدد لا مفهوم له فلا خلاف في أنه لا حدّ لأكثر ما تحصل به تحية المسجد (واختلف) في أقله والصحيح أنه ركعتان فلا تتأدى هذه السنة بأقلّ من ركعتين. ويقوم مقامهما غيرهما من فرض وسنة وطواف (وظاهر الحديث) يدلّ على وجوب صلاة ركعتين تحية المسجد وبه قالت الظاهرية ما عدا ابن حزم فإنه قال بسنيتهما مستدلين بحديث الباب. وبما رواه البخارى ومسلم ويأتي للمصنف ولفظه في باب إذا دخل الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>