للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبِرْهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ. قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ الرَّجُلُ فَرَآهُ قَدْ نَحَرَ نَفْسَهُ بِمِشْقَصٍ مَعَهُ فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَقَالَ "مَا يُدْرِيكَ". قَالَ رَأَيْتُهُ يَنْحَرُ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ مَعَهُ. قَالَ "أَنْتَ رَأَيْتَهُ". قَالَ نَعَمْ. قَالَ "إِذًا لاَ أُصَلِّي عَلَيْهِ".

(ش) (ابن نفيل) عبد الله بن محمَّد. و (زهير) بن معاوية. و (سماك) بن حرب

(قوله مرض رجل آلخ) لم نقف على اسمه ولا على اسم جاره

(قوله إنه قد مات) لعله -صلى الله عليه وسلم- كان عالمًا بذلك المريض حتى إنه أضمر له بقوله إنه قد مات وأخبر الرجل بموته اعتمادًا على ما سمعه من الصراخ

(قوله وأنا رأيته) أي علمته

(قوله قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه لم يمت) فيه معجزة له صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لإخباره بذلك وانكشاف الأمر كما قال

(قوله فقال الرجل اللهم العنه) لعل المرأة أحبرت الرجل بأنه قد شرع في نحو نفسه فلعنه

(قوله قد نحر نفسمه بمشقص معه) يعني شرع في ذلك. والمشقص بكسر الميم نصل السهم إذا كان طويلًا غير عريض

(قوله رأيته ينحر نفسه) سبب ذلك ما جاء في رواية ابن ماجه عن جابر بن سمرة "أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم جرح فآذته الجراحة فدب إلى مشاقص فذبح نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم"

(قوله قال إذا لا أصلي عليه) فيه دلالة على أن من قتل نفسه لا يصلى عليه، وبه أخذ عمر بن عبد العزيز والأوزاعي والعترة. وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي وجمهور العلماء إنه يصلى عليه. وقال أحمد لا يصلي الإِمام على قاتل النفس ويصلي عليه غير الإمام. وإنما ترك صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الصلاة على الرجل عقوبة له وزجرًا للناس من الوقوع في مثل ذنبه، ونظيره تركه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الصلاة على المدين كما في رواية للنسائي فإن ذلك كان زجرًا لغيره عن التساهل وإهمال الوفاء بالدين، ولم يمنع النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من الصلاة عليه كما يشعر بذلك ما في رواية النسائي من قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أما أنا فلا أصلي عليه. وكذا يصلى على كل فاسق لحديث، صلوا خلف من قال لا إله إلا الله وصلوا على من قال لا إله إلا الله رواه الدارقطني من عدة طرق وفيها مقال. واستثى أبو حنيفة البغاة وقطاع الطريق فقال لا يصلى عليهم

<<  <  ج: ص:  >  >>