للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) (أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي

(قوله عادني رسول الله الخ) فيه دلالة علي مشروعية العيادة لرمد العينين خلافًا لما زعمه بعضهم من أن العيادة في الرمد ووجع الضرس والدمل خلاف السنة. وما أخرجه البيهقي والطبراني مرفوعًا ثلاثة ليس لهم عيادة العين والدمل والضرس.

لا يصلح للاحتجاج به لأن البيهقي صحح أنه موقوف على يحيى بن أبي كثير, وإن صح يحمل على أن المعنى ليس فيها عيادة مؤكدة. ويؤيد مشروعية العيادة في الرمد ما أخرجه الحاكم من حديث أنس قال: عاد النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم زيد بن أرقم من رمد كان به

(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد والبيهقي والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأخرجه البخاري في الأدب المفرد

[باب في الخروج من الطاعون]

أي من البلد الذي فيه الطاعون, وهو المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد له الأمزجة والأبدان قاله في النهاية, وقال ابن سينا: الطاعون مادة سمية تحدث ورمًا قتالًا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن, وأغلب ما يكون تحت الإبط أو خلف الأذن أو عند الأرنبة وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو ويغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة فيحدث القيء والغثيان والخفقان اهـ

وقيل إن الطاعون من وخز الجن: قال في الفتح يؤيده وقوعه غالبًا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء لأنه لو كان بسبب فساد الهواء لدام في الأرض لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى وهذا يذهب أحيانًا ويجيء أحيانًا على غير قياس ولا تجربة, فربما جاء سنة على سنة وربما أبطأ سنتين ولأنه لو كان من فساد الهواء لعم الناس والحيون, والموجود بالمشاهدة أنه يصيب الكثير ولا يصيب من هم بجانبهم مما هو في مثل مزاجهم, ولو كان كذلك لعم جميع البدن وهذا يختص بموضع من الجسد ولا يتجاوزه, ولأن فساد الهواء يقتضي تغير الأخلاط وكثرة الأسقام, وهذا في الغالب يقتل بلا مرض فدل على أنه من طعن الجن كما ثبت في الأحاديث الواردة في ذلك.

منها حديث أبي موسى مرفوعًا (فناء أمتي بالطعن والطاعون, قيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة) أخرجه أحمد من رواية زياد بن علاقة وأخرجه البزار والطبراني من وجهين آخرين ثم قال الحافظ: فالحديث صحيح, وقد صححه ابن خزيمة والحاكم وأخرجاه وأحمد والطبراني من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي موسي الأشعري قال سألت عنه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال هو وخز أعدائكم من الجن وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>